الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فزاعة «معاداة السامية».. أداة إسرائيلية لترهيب كل من يتضامن مع غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الوقت الذي تتواصل فيه المظاهرات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة بالجامعات الأمريكية لليوم الثامن على التوالي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ورغم اعتقال أكثر من 150 طالبًا وأعضاء هيئة التدريس حتى الآن، يستمر الساسة والشخصيات الإسرائيلية في استفزاز المنطق ومنافاة الحقائق التاريخية عبر استخدام فزاعة "معاداة السامية" ضد العرب والمسلمين.

ومنذ نشأة الصهيونية ومن بعدها دولة الاحتلال، يتم اتهام شعوب العالم بعداء اليهود تحت ما يسمى "العداء للسامية". 

وحرصت إسرائيل منذ احتلالها الآراضي الفلسطينية على إلصاق هذه التهمة بالشعوب العربية والإسلامية.

وترجع تسمية السامية بهذا الاسم، إلى سام ابن النبي نوح -عليه السلام- وقد أطلقت هذه العبارة على مجموعة من الشعوب، الذين عاشوا في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في الشام والجزيرة العربية وبلاد الرافدين.

تذكر دائرة المعارف اليهودية في تعريف مصطلح "معاداة السامية" بأنه مستخدم منذ نهاية القرن التاسع عشر للإشارة إلى أي حركة منظمة ضد اليهود أو أي شكل آخر من أشكال العداء لليهود.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، اليوم الأربعاء، إن الاحتجاجات في حرم الجامعات الأمريكية "ليست معادية للسامية فحسب، بل تحرض على الإرهاب أيضا".

وكتب جالانت يوم الأربعاء: "إلى إخواننا وأخواتنا اليهود – نحن نقف إلى جانبكم. وإلى كليات الجامعات والسلطات الأمريكية – استمعوا إلى دعواتهم للجهاد. تحركوا الآن للدفاع عن الشباب اليهودي".

فيما أعلن مكتب رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أنه سيلتقي طلابا يهود في جامعة كولومبيا اليوم لمناقشة "التصاعد المقلق لمعاداة السامية الخبيثة في حرم الجامعات الأمريكية".

في الوقت نفسه، وجه 26 من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بقيادة شيلي مور كابيتو وتوم كوتون، رسالة إلى وزير العدل ميريك جارلاند، دعوه فيها إلى "استعادة النظام في الجامعات التي تم إغلاقها فعليا من قبل العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود"، على حد تعبيرهم.

علي نفس النهج، زعمت ولاية نيويورك وبلديتها أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين بجامعة كولومبيا، "أظهروا سلوكا معاديا للسامية".

من جانبهم، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إنهم ينسقون مع الجامعات بشأن التهديدات "المعادية للسامية" والعنف المحتمل. 

وأزالت الشرطة أحد المخيمات في حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول بعد أن طلبت منها إدارة الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.

ورفع الطلاب المتضامنون مع فلسطين والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة شعارات تندد بالمجازر الإسرائيلية في القطاع، وتطالب بإنهاء الحرب على قطاع غزة فورا، كما رفعوا عريضة بمطالبهم تتضمن وقف التعاون بين الجامعة والجيش الإسرائيلي، مؤكدين أن 70% من طلبة الجامعة يوافقون على هذا المطلب وفقا لاستفتاء تم إجراؤه في هذا الشأن.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن المهلة التي حددتها جامعة كولومبيا بنيويورك لفض المخيم المناهض للعدوان الإسرائيلي علي غزة انقضت دون وجود علامات على تدخل الشرطة لقمع المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إنه مع انتهاء المهلة، شرع بعض الطلاب في إزالة الخيم والتوجه نحو مباني قريبة، في حين أعلن آخرون تصميمهم على مواصلة الاعتصام.

في السياق ذاته، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور بيرني ساندرز إن ما تخوضه إسرائيل في غزة لم يعد حربا ضد حماس وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين، حسب تعبيره.