ذكرت صحيفة "الأهرام" أن إسرائيل ما زالت تُعوِّل على المعطيات التي فرضها التصعيد العسكري المباشر مع إيران والذي جرى على مدى الفترة من 1 إلى 19 أبريل الماضي، لا سيما ما يتعلق بالدعم الغربي القوي لها، الذي بدا جليًا في مشاركة العديد من الدول الغربية في التصدي للهجمات التي شنتها إيران ضدها في 13 الشهر الماضي.
إسرائيل تسبح ضد التيار
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين بعنوان "إسرائيل تسبح ضد التيار"- أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتقدت أن هذه المواجهة المباشرة المحدودة والمدروسة مع إيران قدمت لها فرصة لا تعوض أو حسابًا مفتوحًا تستطيع من خلاله تنفيذ كامل أجندتها في قطاع غزة، لا سيما اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي يوجد بها 1.4 مليون نسمة، بعد أن استعادت التعاطف الغربي معها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاعتقاد ثبت أنه مُبالَغ فيه، إذ إن التعنت الإسرائيلي في استكمال خطة الاجتياح العسكري، وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع، عبر إغلاق المعابر واستهداف القائمين على تقديم المساعدات، دفع دولًا كثيرة في العالم إلى توجيه رسالة مباشرة إلى إسرائيل تفيد بأنها تعارض تنفيذ هذه الأجندة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين هذه الدول مَن شارك في التصدي للهجمات الإيرانية، فقد وقَّعت على هذه الرسالة مجموعة الدول السبع- ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع- إلى جانب أستراليا وهولندا والدنمارك والسويد وفنلندا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، وتضمنت هذه الرسالة دعوة صريحة لإسرائيل لوقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين.
ونوَّهت صحيفة "الأهرام" بأن هذه الرسالة تتوازى مع الجهود التي تبذلها دول عديدة بالمنطقة -في مقدمتها مصر- لممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل وقف استخدام الخيار العسكري في مدينة رفح الفلسطينية الذي يمكن أن يفرض عواقب فادحة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والتي بدت الحاجة ماسة إليها في ظل المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون بسبب السياسة المتطرفة التي تتبناها الحكومة اليمينية في تل أبيب التي ما زالت تسبح ضد التيار وتتبنى سياسة حافة الهاوية وتفتح أبواب الجحيم في المنطقة.