أقول وآنست

تحية وتهنئة لإخوتي المسلمين بمناسبة احتفالهم بعيد الأضحى المبارك وموسم الحج أعاده الله عليهم بالخير والبركة.
هذه القصيدة من نظم ابن جبير الشاعر الأندلسى عن تأجج وتوهج مشاعره بمناسبة زيارة الأراضى المقدسة وقبر الرسول الكريم، لحن الرحبانيان هذه القصيدة عام ١٩٥٣ تحت عنوان (الهجرة)، وأعادت فيروز تسجيلها عام ١٩٥٥ تحت عنوان ( أقول وآنست). القصيدة من الأعمال النادرة غير الشائعة ويندر الحصول على تسجيل نقى لها كهذا التسجيل الذى أهديه لكم.
عنوان القصيدة (أقول وآنست) يعنى أقول وقد آنست أو عندما آنست فى الليل نارا بمعنى استشعرت أو أحسست، وفيها معنى الإيناس فى المكان الموحش. معانى القصيدة واضحة قوية تتحدث عن الوهج الذى أضاء الليل فآنس له الشاعر وتساءل عن كنه هذا الضوء الباهر الذى أضاء دياجير الليل وهو يعلم أنه نور سراج الهدى فى البيت المبارك الذى أضاء أفق الدجى كأنه سنا البرق ونوره.
ويمضى بنا الشاعر يحدثنا عن الرائحة الطيبة التى فاحت فى الأجواء لتعبق الجو بعطر يشابه المسك بل هو أجمل من المسك الذى يستعير منه رائحته الذكية.
ويروى لنا كيف لاحت بشائر الصبح لتبشرهم بقرب مزار الحبيب المصطفى ودنوهم منه. يصدح صوت الفيروزة ليبلغنا كيف استطارت قلوب من فى ركب القافلة عندما جرى ذكر الرسول الكريم حنيناً إليه، وكيف اشتعلت ضلوعهم بالشوق إليه. تصدح جارة القمر لتخبرنا عن مشاعر النزول بفناء أكرم الخلق جواراً ويرد عليها الكورس ليقص كيف أعادوا السلام مراراً على روضة دار السلام.
ويخاطب الجميع نبى الهدى و يسلموا عليه ليقولوا له كيف ركبوا البحار وجابوا القفار شوقاً إليه ويخبرونا كيف دعاهم إلى زيارته هوى كامن أثار لواعج الشوق فيهم عسى أن يحظوا بلحظه ومرآه الكريم فيضمنوا أن يكون مقرهم الجنة يوم الحساب؛ لأن من اهتدى بهديه لا يضل ولا يذل من استجار بذراه الشامخة.
أقول وآنست بالليل نارا لعل سراج الهدى قد أنارا
وإلا فما بال أفق الدجى كأن سنا البرق فيه استطارا
وهذا نسيم شذا المسك قد أعير أم المسك منه استعارا؟
بشائر صبح السرى آذنت بأن الحبيب تدانى مزارا
جرى ذكر طيبه مابيننا فما قلب فى الركب إلا وطارا
حنيناً إلى أحمد المصطفى وشوقاً يهيج الضلوع استعارا
ولما حللنا فناء الرسول نزلنا بأكرم خلقٍ جوارا
وقفنا بروضة دار السلام نعيد السلام عليها مرارا
إليك إليك نبى الهدى ركبنا البحار وجبنا القفارا
دعانا إليك هوىً كامنٌ أثار من الشوق ما قد أثارا
عسى لحظةٌ منك لى فى غدٍ تمهد لى فى الجنان القرارا
فما ضل من بسراك اهتدى ولا ذل من بذراك استجارا