كشف الأمريكي "تيم فريد" في واقعة أغرب من الخيال، عن تفاصيل رحلة مؤلمة استمرت حوالي 18 عامًا قضاها في حقن نفسه بسم الأفاعي طواعية، محاولة منه فى بناء مناعة ذاتية ضد اللدغات القاتلة.
من هو الأمريكي تيم فريد؟

في مطلع الألفينات، كان الأمريكي تيم فريدي ميكانيكيًا يهوي تربية الزواحف في ولاية ويسكونسن، لكن شغفه الاستثنائي الفريد قاده إلى تجربة غير مسبقة، فقد قرر فريد أن يحقن نفسه بجرعات صغيرة من سموم الأفاعي، على أمل أن يُكوّن جسده مناعة ذاتية تحميه من اللدغات القاتلة.
و بحسب ما نشرته قناة “BBC”، أن مع مرور الوقت تعرّض فريدي لأكثر من 200 لدغة، طوعا فقد حقن نفسه يدويًا بما يزيد عن 850 جرعة من سموم أكثر الثعابين فتكًا في العالم، منها الكوبرا، والمامبا السوداء، والتايبان، والكرايت، أسفر عن ذلك دخولة فى غيبوبة بعد أخذ بعض اللدغات، إلا أن جسده بدأ يُظهر مقاومة غير مسبوقة، مع تكوّن أجسام مضادة قادرة على تحييد السموم.
فرويد من تجربة مجنونة إلى أمل علمي

وثق فرويد تجربته على اليوتيوب مما لفت انظار العلماء والباحثين، وشركات التكنولوجيا الحيوية، التى سريعا تواصلت مع فريدي وتم أخذ عينات من دمه، وذلك بعد الحصول على الموافقة الأخلاقية، دون تعريضه لأي مخاطر إضافية.
اختراق علمي
نجح فريق البحث فى عزل أجسام مضادة فريدة من دم فريدي، وأظهرت التجارب على الفئران أن هذه الأجسام المضادة الفريدة، فعالة في تحييد سموم 19 نوعًا من أخطر الأفاعي في العالم.
و أظهر الدم فعالية كبيرة عند دمجه مع بعض العقاقير الطبية، وهذا يفتح المجال أمام الشركات والعلماء والباحثين من أجل إنتاج مصل موحد يعالج أنواعًا متعددة من لدغات الأفاعي.
مضاد سم عالمي

يؤكد العلماء أن هذه الأجسام المضادة، تصبح بمثابة علاج عالمي يغطي فئات واسعة من السموم التي لا يتوفر لها حاليًا أي مضاد.
تيم فريدي
يشعر تيم فريدي بالرضا عن هذه التجربة، بالرغم من آلامها ومخاطرها، ويقول: "أنا أفعل شيئًا جيدًا من أجل البشرية. أشعر بالفخر، إنه أمر رائع جدًا.