أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، أن الدولة السورية تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن موقف الدروز في لبنان كان دائماً داعماً لوحدة سوريا وأمنها واستقرارها منذ بداية الأزمة، لكن ما يجري اليوم يتطلب وقفة واضحة ومحاسبة للمسؤولين عن الفوضى والاعتداءات على أبناء الجبل.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء روحي عقد في بيروت، قال الشيخ أبي المنى: "نحمّل الدولة السورية التي وقفنا معها منذ البداية مسؤولية ما يجري في السويداء. نحن لم نكن يوماً دعاة فتنة أو انفصال، بل كنا مع وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ولكن حماية أهلنا هناك مسؤولية تقع على عاتق الدولة السورية أولاً وأخيراً."
وأضاف: "إن ما يجري من تجاوزات وأحداث مؤلمة، سواء بحق أهلنا الموحدين أو بحق أبناء البدو، يستوجب وقفة ضمير حقيقية من الدولة السورية لإعادة الأمور إلى نصابها عبر التحقيق والمحاسبة، وليس عبر تجاهل الحقوق أو تحميل المسؤوليات لطرف واحد دون الآخر."
وأكد شيخ عقل الدروز أن موقفه هذا لا يأتي في سياق التحريض، بل هو دعوة للحكمة والتعقل وتفادي اتساع رقعة الأزمة. وأوضح: "لا نريد إلا الخير لسوريا ولأهل السويداء، لكن هذا الخير لا يأتي إلا عبر احترام كرامة الناس وحماية حقوقهم."
كما وجه الشيخ سامي أبي المنى نداءً إلى أبناء جبل العرب، داعياً إياهم إلى التمسك بإرث القائد سلطان باشا الأطرش، رمز الثورة السورية الكبرى، وقال: "نحن دعاة وحدة وسلم، وعلينا جميعاً ألا نفسد سيرة سلطان باشا الأطرش بتصرفات فردية أو جماعية خارجة عن الروح الوطنية الجامعة."
تصريحات شيخ عقل الدروز تأتي في ظل تزايد التوترات في محافظة السويداء، حيث شهدت المنطقة في الأسابيع الأخيرة أحداثاً أمنية متفرقة واشتباكات بين مسلحين محليين وقوات حكومية، ما أثار قلقاً لبنانياً وسورياً على حد سواء من اتساع دائرة العنف وتدهور الاستقرار في المنطقة التي لطالما عُرفت بهدوئها النسبي.
وفي ختام كلمته، جدّد أبي المنى دعوته للحكومة السورية بضرورة الاستماع لمطالب الأهالي ومعالجتها ضمن الأطر القانونية، مؤكداً أن "المسؤولية الوطنية والإنسانية تفرض على الجميع أن يتحرك لحماية السويداء من الانزلاق إلى ما لا تُحمد عقباه."