قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية عمار.. طفل سوهاج يرحل شهيدًا للشجاعة ببورسعيد

تشييع جثمان شهيد الشجاعة بسوهاج
تشييع جثمان شهيد الشجاعة بسوهاج

سيطر الحزن في قرية الخزندارية بمركز طهطا بمحافظة سوهاج، على كل بيت بعدما عاد جثمان الصغير عمار أحمد ملفوفًا بالكفن الأبيض، محمولًا على أكتاف الرجال وسط دموع الأمهات وزغاريد حارقة امتزجت بالنحيب.

لم يكن أحد يتخيل أن رحلة عمار القصيرة إلى محافظة بورسعيد ستنتهي بهذه القسوة، وأن يدفن في عمر لم يتخط 13 عامًا، كان الطفل معروفًا بابتسامته البريئة وهدوئه، يساعد والده في المحل، ويقف بجواره كأنه رجل صغير يواجه أعباء الحياة مبكرًا.

جنازة مهيبة وسيرة طيبة

لحظة واحدة غيّرت كل شيء؛ عاطل دخل المحل بحجة الصداقة والمعرفة السابقة، جلس مع عمار وشقيقه، أكل من طعامهم، ثم انتظر اللحظة التي ينفرد فيها بالطفل، ليغدر به بسكين غرسه في ظهره ورقبته، فقط لأنه حاول منعه من سرقة المكان.

قاوم الصغير قدر استطاعته، دافع عن رزق والده ببراءة طفل وشجاعة رجل، لكن سكين الغدر كان أسرع، فسقط الصغير مضرجًا في دمائه، تاركًا وراءه قلب أم مكسورًا، وأبًا ينعي فلذة كبده الذي رحل قبل أن يكبر، وأخًا أكبر سيظل يطارد صوته في أذنه إلى الأبد.

عندما وصل الجثمان إلى القرية، خرجت النساء قبل الرجال، دموعهن تغسل الطريق، والأطفال ينظرون في ذهول، كأنهم لا يصدقون أن عمار الذي كان يلعب معهم منذ أيام أصبح في صندوق خشبي.