شهدت السماء العربية، مساء الأحد، خسوف كليا للقمر، في ظاهرة فلكية جذبت أنظار عشاق الفلك والفضاء، حيث ظهر ما يعرف بـ"قمر الدم" بلونه الأحمر المميز.
وقد أمكن رصد الخسوف بشكل كامل في معظم مناطق آسيا وأستراليا، بينما شوهد جزئيا في أوروبا وأفريقيا.
وأكد مركز الفلك الدولي أنه بث الحدث مباشرة عبر منصاته، موضحا أن توقيت شروق القمر تراوح بين مراحل مختلفة من الخسوف حسب الموقع الجغرافي: ففي شرق العالم العربي أشرق القمر قبل بداية الظاهرة، أما في وسطه فقد ظهر وهو في بدايات الخسوف، بينما غرب المنطقة شهد القمر في مراحله الأخيرة.
لماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر؟
تحدث ظاهرة الخسوف الكلي عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد، ويكون القمر مكتملا (بدرا). ورغم حجب الأرض لأشعة الشمس المباشرة، فإن الغلاف الجوي يسمح بمرور بعض الأشعة المنكسرة التي تلون القمر بدرجات الأحمر والبرتقالي. ويعتبر لون القمر أثناء الخسوف مؤشرا على نقاء الغلاف الجوي، إذ تميل الدرجة إلى الأحمر الداكن أو البني في حالات التلوث، بل قد يختفي القمر تمامًا كما حدث عام 1992 عقب ثوران بركان "بيناتوبو" في الفلبين.
وعلى عكس كسوف الشمس، لا يحتاج رصد الخسوف إلى أدوات خاصة، إذ يكفي توفر سماء صافية ومكان مناسب للمتابعة.
مقدمة لكسوف شمسي استثنائي
الخسوف الأخير هو الثاني خلال عام 2025 بعد خسوف مارس الماضي، ويعد تمهيدا للحدث الفلكي الأبرز المنتظر في 12 أغسطس 2026، وهو الكسوف الكلي للشمس الذي سيغطي مناطق واسعة من أوروبا وشمال إفريقيا والجزيرة العربية.
وسيكون هذا الكسوف الأول الذي يُشاهد بالكامل في أوروبا منذ عام 2006، حيث سيظهر كليا في إسبانيا وأيسلندا، وجزئيا في دول أخرى.
مسار الكسوف الكلي 2026
ينطلق المسار من فوق المحيط الأطلسي، ليعبر مضيق جبل طارق وجنوب إسبانيا، ثم يتجه نحو شمال إفريقيا مرورا بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، وصولا إلى السودان والسعودية واليمن والصومال، قبل أن ينتهي فوق المحيط الهندي.
ويغطي الكسوف الكلي مسارا عرضه نحو 270 كيلومترا، ما يمنح ملايين الأشخاص فرصة مشاهدة استثنائية.
وفي السعودية، سيمر فوق جدة ومكة المكرمة، بينما تشهد مناطق في إيطاليا وجزيرة لامبيدوزا كسوفًا جزئيًا.
ذروة المشاهدة في الأقصر
تبلغ مدة الكسوف الكلي أكثر من 6 دقائق متواصلة، وهي فترة تعد من الأطول في التاريخ الحديث لهذه الظواهر.
ومن المتوقع أن تشهد مدينة الأقصر بمصر ذروة المشاهدة، حيث ستغرق في ظلام كامل لمدة تتجاوز 6 دقائق، ما يجعلها من أفضل مواقع العالم لرصد الحدث.
كما ستشهد مدن مثل قادس وملقة في إسبانيا كسوفًا كليًا بين 4 و5 دقائق، بينما ستدخل بنغازي في ليبيا في ظلام دامس لنحو 5 دقائق.