يبحث كثير من الناس عن فضل قراءة سورة الشرح، خاصة لما ورد عنها في كثير من كتب التفسير وفي السنة النبوية المطهرة، وصحة ما يرد حول قدرتها فى تيسير الأمور وقضاء الحوائج.
قراءة سورة الشرح
سورة الشرح من السور القصيرة التي تقع في الجزء الثلاثون من القرآن الكريم وهي مكية وعدد آياتها 8 آيات، وتعرف أيضاً بـ "سورة ألم نشرح، وسورة الانشراح"، ويقول الإمام ابن كثير في تفسيره: "سورة ألم نشرح هي مكية، يقول تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" يعني : أما شرحنا لك صدرك، أي : نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا كقوله: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" [ الأنعام : 125 ] ، وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا واسعا سمحا سهلا لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
فضل قراءة سورة الشرح 314 مرة
رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت آيات سورة الشرح، بَشَّر بها أصحابه وقال: " لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ"، وهي سورة تثلج الصدور عند تلاوتها، وتزيل ما في القلوب من أحزان، وهي أيضاً طاررة للهموم والطاقة السلبية من البيت.
كما أن سورة الشرح سبب من أسباب تيسير الزواج، وقراءتها تفرج الكروب وتيسر الأمور، تزيد الرزق، وترفع الدرجات، وتنير البصيرة،وهي أيضاً تجلب السعادة وتفرح القلوب، وتطهر النفوس من الأمراض النفسية، وتشفي الأجساد من العلل والأسقام، وقراءتها تبعث في الجسم حالة من النشاط، وكثرة التلاوة سبب في مغفرة الذنوب والمعاصي.
سورة الشرح
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} شرح الله صدر نبيه:
▪️بالإسلام، قاله ابن عباس.
▪️بأن مُلِىء حكمة وعلمًا، قاله الحسن.
▪️بما منّ عليه من الصبر والاحتمال، قاله عطاء.
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}
▪️وغفرنا لك ذنبك.
▪️حفظناك قبل النبوة من الأدناس حتى نزل عليك الوحيُ.
▪️أسقطنا عنك تكليف ما لم تُطِقْه.
{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}
▪️أثقل ظهره بالذنوب حتى غفرها.
▪️أثقل ظهره بالرسالة حتى بلّغها.
▪️أثقل ظهره بالنعم حتى شكرها.
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}
▪️ورفعنا لك ذكرك بالنبوة.
▪️ورفعنا لك ذكرك في الآخرة كما رفعناه في الدنيا.
▪️أن تُذكرَ معي إذا ذُكرتُ.
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
▪️إن مع اجتهاد الدنيا خير الآخرة.
▪️إن مع الشدة رخاء، ومع الصبر سعة، ومع الشقاوة سعادة، ومع الحزونة سهولة.
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
▪️العسر في الموضعين واحدٌ؛ لأنه معرَّف بالألف واللام، واليسر متعدد؛ لوروده بغير ألف ولام، والنكرة تفيد العموم، حتى قيل: لن يغلب عسْرٌ يُسْرَين.
▪️وكُرِّرت الآية لتكون أقوى للأمل وأبعث على الصبر.
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}
▪️فإذا فرغت من الفرائض فانصب من قيام الليل، قاله ابن مسعود.
▪️فإذا فرغت من صلاتك فانصب في دعائك، قاله الضَّحَّاك.
▪️فإذا فرغت من جهادك عدوَّك فانصب لعبادة ربك، قاله الحسن وقتادة.
▪️فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك، قاله مجاهد.
{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}
▪️فارغب إليه في دعائك.
▪️فارغب إليه في معونتك.
▪️فارغب إليه في إخلاص نيتك.
▪️فارغب إليه في نصرك على أعدائك.
ما معنى قوله تعالى وإلى ربك فارغب؟
ما معنى قوله تعالى: «وإلى ربك فارغب»؟ سؤال يغفله الكثيرون؛ وجاء بيانه في تفسير سورة الشرح، حيث قوله جل وعلا: «فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (8)».
ما معنى قوله تعالى: «وإلى ربك فارغب»؟
جاء في تفسير ابن كثير لآيات سورة الشرح وقوله : (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) أي : إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في العبادة ، وقم إليها نشيطا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة . ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : " لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان " وقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء ، فابدءوا بالعشاء " .
قال مجاهد في هذه الآية : إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة ، فانصب لربك. وفي رواية عنه : إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. وعن ابن عياض نحوه . وفي رواية عن ابن مسعود : ( فانصب وإلى ربك فارغب ) بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( فإذا فرغت فانصب ) يعني : في الدعاء .
وقال زيد بن أسلم والضحاك : ( فإذا فرغت ) أي : من الجهاد ( فانصب ) أي : في العبادة .
ما معنى قوله تعالى: «وإلى ربك فارغب»؟
وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى : فإذا فرغت قال ابن عباس وقتادة : فإذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك . وقال ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل . وقال الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات . وقال الحسن وقتادة أيضا : إذا فرغت من جهاد عدوك ، فانصب لعبادة ربك . وعن مجاهد : فإذا فرغت من دنياك ، فانصب في صلاتك . ونحوه عن الحسن .
وقال الجنيد : إذا فرغت من أمر الخلق ، فاجتهد في عبادة الحق . قال ابن العربي : " ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية ( فأنصب ) بكسر الصاد ، والهمز من أوله ، وقالوا : معناه : أنصب الإمام الذي تستخلفه . وهذا باطل في القراءة ، باطل في المعنى ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلف أحدا . وقرأها بعض الجهال ( فانصب ) بتشديد الباء ، معناه : إذا فرغت من الجهاد ، فجد في الرجوع إلى بلدك . . وهذا باطل أيضا قراءة ، لمخالفة الإجماع ، لكن معناه صحيح لقوله - صلى الله عليه وسلم - : السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته ، فليعجل الرجوع إلى أهله . وأشد الناس عذابا وأسوءهم مباء ومآبا ، من أخذ معنى صحيحا ، فركب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثا ، فيكون كاذبا على الله ، كاذبا على رسوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .
قال المهدوي : وروي عن أبي جعفر المنصور : أنه قرأ ألم نشرح لك صدرك بفتح الحاء وهو بعيد ، وقد يؤول على تقدير النون الخفيفة ، ثم أبدلت النون ألفا في الوقف ، ثم حمل الوصل على الوقف ، ثم حذف الألف . وأنشد عليه : اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسوط قونس الفرس. أراد : اضربن . وروي عن أبي السمال ( فإذا فرغت ) بكسر الراء ، وهي لغة فيه .
وقرئ ( فرغب ) أي فرغب الناس إلى ما عنده . قال ابن العربي : روي عن شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد ، فقال ما بهذا أمر الشارع . وفيه نظر ، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر . ودخل أبو بكر في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة - رضي الله عنها - وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : " دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد " . وليس يلزم الدءوب على العمل ، بل هو مكروه للخلق .