لم تكن مصر يومًا دولةَ أطماعٍ أو مغانم، بل كانت وما زالت أمَّ النبلاء، وحاضنةَ الرسالات، وصانعةَ المواقف التي تُعيد للعالم اتزانه وإنسانيته.
وفي وقتٍ تعالت فيه أصواتُ السلاح، وتغيبت الحكمةُ خلفَ غبارِ الصراع، ظلُّت مصرُ – أرضُ الأنبياء ومهدُ الحضارات – منارةً للسلام، وضميرًا للعدل، وصوتًا للإنسان حين يضيع صوته بين طبول الحرب.
فالسلامُ في وجدان أبناء الكنانة هو عقيدةٌ راسخةٌ تنبع من إيمانٍ عميقٍ بأن العدل هو الأصل، وأن الكرامةَ الإنسانية لا تُجزَّأ، وأن القوةَ الحقيقية تكمن في الرحمة لا في البطش.
ومنذ أن تَولّى فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية القيادة، اتّخذ من السلام منهجًا ومن الإنسانية مبدأً؛ فكانت مصر تحت رايته صوتَ العقل حين يصمت الآخرون، ودرعَ الضعفاء حين يخذلهم العالم.
قاد فخامته معارك الدبلوماسية بثباتٍ ورؤيةٍ رصينة، جاعلا من الحقِّ بوصلةً، ومن الكلمةِ سلاحًا، ومن التنمية طريقًا لسلامٍ دائمٍ تُعمَّر به الأوطان وتُصان به الكرامة.
وفي مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وقف الرئيسُ السيسي موقفَ النبلاء، رافضًا سلامَ الاضطرار أو تهجيرَ شعبٍ من أرضه، مؤكّدًا أن السلامَ الحقَّ لا يُبنى على جثث الأبرياء، ولا يزدهر في ظلِّ احتلالٍ أو قهر.
وقال فخامته من قلب القاهرة: إن السلام العادل هو وحده الذي يحفظ الكرامة ويعيد الحقوق إلى أصحابِها، ويمنح الشعوب أمنها في أرضها.
وهكذا، ظلت مصر – بقيادتها الحكيمة – منارةً للإنسانية وصاحبةَ الكلمة الوازنة، لا تنحازُ إلا إلى العدل، ولا تنطقُ إلا بالحق، ولا تسعى إلا إلى ما يُعلي من شأن الإنسان وكرامته.
إن أبناء هذه الأرض الطيبة هم جنودُ السلام الحقيقيون؛ يُطفئون نيران الكراهية، ويغرسون الأمل، ويصنعون بالرحمة مجدًا لا تصنعه المدافع.
إنها مصر وسيظل صوت مصر – ما بقي الليلُ والنهار – صوتَ السلام في عالمٍ مضطرب، وصوتَ العدل في زمنٍ تباينت فيه الاتجاهات والمسارات.
فمن أرضها المباركة، خرج نداء السلام إلى العالم أجمع عبر تاريخها وحاضرها، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وفي نهاية هذا المقال: أدعو الله أن يأتي يوما نرى فيه أطفال غزة يمرحون ويلعبون مثل أطفال الدنيا، يلوحون
للسلام بأغصان الزيتون، ويتنفسون تراب الوطن، ويرسمون بأيديهم الصغيرة، فجر سلام جديد.
﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾