قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان محبَّةُ سيدنا النبي ﷺ تنشأعن معرفةٍ به، ومعرفة كماله وأوصافه، وعِظم ما جاء به واختُصَّ به ﷺ؛ فقد اختُص ﷺ بأنه أول النبيين خلقًا، وبتقدُّم نبوته، وآدم منجدلٌ في طينته، وكتابةِ اسمه الشريف على العرش، وكل سماء، والجِنان وما فيها، وسائر ما في الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في نداء صلاة شريعته، والتبشير به في كل الكتب السابقة، ونَعْتِه فيها، ونعتِ أصحابه وأمته.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه حُجِب إبليسُ من السماوات لمولده ﷺ، وشُق صدره، وجُعل خاتمُ النبوة بظهره بإزاء قلبه، وبأنه ﷺ سُمِّي أحمد ولم يُسمَّ به أحدٌ قبله، وبأنه ﷺ أُوتي كلَّ الحُسن، ولم يُؤتَ سيدُنا يوسف ـ عليه السلام ـ إلا الشطر. كما اختص الله نبيه ﷺ برؤية سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ على صورته التي خُلق عليها، وبانقطاع الكهانة لمبعثه، وحراسة السماء، وبالإسراء وما تضمَّنه من اختراق السماوات السبع والقربِ إلى قاب قوسين، وبوطئه مكانًا ما وطئه نبيٌّ مرسل ولا مَلَك مقرَّب، وإحياء الأنبياء له وصلاته بهم والملائكة، وباطلاعه على الجنة والنار، ورؤيته للباري تعالى مرَّتين، وقتال الملائكة معه.
واشار الى انه كما اختص الله نبيه ﷺ بألا يكون لأحدٍ عليه فضلٌ في تعليمه الكتابة والقراءة؛ فأتاه الكتابُ وهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب.
وقد جعل الله لسيدنا النبي ﷺ كراماتٍ في الدنيا عديدة؛ منها: أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، ويرى في الليل والظلمة كما يرى في النهار والضوء، وبأن ريقَه يعذِّب الماء الملح، ويغذِّي الرضيع، وعرقُه أطيب من المسك، وإبطُه أبيض غير متغيِّر اللون، لا شعر عليه، وما تثاءب قط، ولا احتلم قط، ولم يُرَ له ظلٌّ في شمسٍ ولا قمر، وكانت الأرض تُطوى له إذا مشى، وأُعطي قوة أربعين رجلًا، ومن رآه في المنام فقد رآه حقًّا، فإن الشيطان لا يتمثَّل بصورته.
أمَّا ما اختص الله به سيدنا النبي ﷺ في الآخرة فخصالٌ كثيرة، نذكر منها: أنه ﷺ أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يفيق من الصعقة، وأنه يُحشر في سبعين ألف ملك، ويُحشر على البراق، ويُؤذَن باسمه في الموقف، ويُكسى في الموقف أعظمَ الحلل من الجنة، وأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود، وأن بيده لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائه، وأنه إمام النبيين يومئذٍ وقائدهم وخطيبهم، وأول من يُؤذَن له بالسجود، وأول من يرفع رأسه، وأول من ينظر إلى الله تعالى.
وهو كذلك أول شافعٍ وأول مُشفَّع، وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء، وبالشفاعة في إدخال قومٍ الجنة بغير حساب، وبالشفاعة فيمَن استحق النار أن لا يدخلها، وبالشفاعة في رفع درجات أناسٍ في الجنة، وبالشفاعة فيمَن خُلِّد في النار من الكفار أن يُخفَّف عنهم، وبالشفاعة في أطفال المشركين أن لا يُعذَّبوا، وأنه أول من يجوز على الصراط، وأول من يقرع أبواب الجنة، وأول من يدخلها، وبعده أمته. وبالكوثر، والوسيلة؛ وهي أعلى درجةٍ في الجنة، وقوائمُ منبره ذوائبُ الجنة، ومنبرُه على تُرعةٍ من تُرَع الجنة، وما بين قبره ومنبره روضةٌ من رياض الجنة.