قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم النجار يكتب: أزمة خطاب أم خطاب الأزمة؟!

إبراهيم النجار
إبراهيم النجار

خطاب وصف بالجريء، والغير مسبوق، لرئيس أمريكي. ترامب، يهاجم الأمم المتحدة، من علي منبرها. ولا يري جدوي من وجودها. دعم لإستمرار حرب الإبادة في غزة. والحرب في أوكرانيا. وتهديد لفينزويلا. وتمجيد للعدوان علي إيران. هل هي استراتيجية السلام بالحروب؟. ترامب، يري أمريكا، في عصرها الذهبي، وأنها الأولي في العالم، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ونفوذا. فهل يلمح إلي هواجس تراجع الهيمنة الأمريكية، بعد تعزيز تقارب الصين والهند وروسيا. وصعود دوري منظومتي شنغهاي والبريكس؟. 

من خارج الأعراف والضوابط المعروفة، لرئيس الولايات المتحدة. جاء خطاب ترامب، الناري. ضد معظم العالم، في الأمم المتحدة. إلا إسرائيل. حاملا الرسائل إلي الداخل الأمريكي والخارج. فهل أراده ترامب، خطاب صاحب القرار الأوحد في العالم، أم هو خطاب أزمة تراجع هيمنة الولايات المتحدة؟ هل بدأ يلمس واقعيا، أن قوي كبري ومنافسة، ترفض الهيمنة الأمريكية. وتقاومها وتضعفها. وأن العالم، يعيش عصر التعددية القطبية، وليس العصر الأمريكي الذهبي، كما يقول؟.
إذا كان ترامب، يطمح بقوة لنيل جائزة نوبل للسلام، فقد جاءه الرد من حليفه، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن عليه أولا وقف الحرب في غزة.

 وهنا السؤال. هل نسف ترامب، شعاره العمل علي وقف الحروب. تحت عنوان السلام بالقوة؟ أم انقلب عليه، ليكون السلام بالحروب، أو الاستسلام؟. كما يجري في دعمه حرب الإبادة في غزة. وتهديد الفلسطينيين. ووصف روسيا بنمر من ورق. هجوم ترامب، تضمن تقريع حاد للأمم المتحدة، ووصل الأمر إلي حد القول. إنه لا جدوي من وجودها. وهذا الهجوم، جاء بعد ساعات علي مؤتمر "حل الدولتين"، واعتراف دول كثيرة بدولة فلسطين. هل هو مؤشر علي نسف النظام العالمي، للحفاظ علي الهيمنة الأمريكية؟. الطامح إلي جائزة نوبل، كرس قسما من خطابه لتهديد فينزويلا، واسقاط نظامها برئاسة مادورو. فهل يشير ذلك إلي استراتيجية للسيطرة علي غرب العالم؟ وهل ستعمل واشنطن، علي تنظيم انقلابات وحروب ضد اللاتنيين؟. 
تهديدات ترامب، طالت إيران أيضا، وتفاخر بأن لا أحد يستطيع تدمير برنامجها النووي، كما فعلت أمريكا. فهل يعمل ترامب، علي تكريس الهيمنة الأمريكية المطلقة في غرب آسيا، عبر توسيع الحروب؟ وماذا تعني رغبته بالعودة إلي قاعدة باجرام في أفغانستان؟. بالتأكيد لن ينسي ترامب، صورة الاستعراض العسكري الصيني التاريخي. وزعماء وقادة نحو 20 دولة علي منصتها. وفي مقدمتهم الروسي والكوري الشمالي والإيراني، إلي جانب الصيني. وهم جميعا ضد الهيمنة الأمريكية. والسؤال هنا. هل هو خطاب أزمة الهيمنة، أم أزمة خطاب؟.