قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عادل نصار يكتب | ترامب وإنهاء حرب غزة.. هل ينجح أم هناك لُعبة جديدة؟

الكاتب الصحفي عادل نصار
الكاتب الصحفي عادل نصار

أحلام متعلقة، آمال منشودة.. يمكن لهذه الكلمات أن تكون خير وصف لما يدور بداخلك وبداخل كل إنسان لديه ضمير وإنسانية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الحرب في قطاع غزة.. هذه الأمور تصاعدت بشدة خلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد عرض الرئيس الأمريكي ترامب، شريك نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، خطته للسلام كما يقول في قطاع غزة.

خطة جديدة عرضها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في لقاء مهم مع القادة العرب، وينبغي هنا ذكر أن معظم القادة العرب لم يحضروا واكتفوا بإرسال مبعوثين فقط، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. هذه الخطة تقول إنها للسلام ووقف الحرب في قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال وإنهاء الإبادة هناك.

اللقاء جاء بعد صفعة مدوية لم يتوقعها أحد، جاءت على وجه نتنياهو وبالتبعية على وجه ترامب، وذلك بعد كلمات كانت كالصواريخ العابرة للقارات من رؤساء دول العالم في الأمم المتحدة، وليس ذلك فحسب، بل أيضًا بعد انسحاب معظم الوفود المشاركة بمجرد صعود نتنياهو إلى المنصة لإلقاء كلمته.. الأمر الذي جعل مجرم الحرب نتنياهو يتصبب عرقًا ولا يجد ما يبلع به ريقه من شدة هول المفاجأة، وذلك أيضًا بعد اقتراح رئيس دولة كولومبيا إنشاء جيش دولي لتحرير فلسطين ومواجهة إسرائيل وأمريكا في غزة.

نعود إلى خطة ترامب سريعًا، والتي يخرج رئيس أمريكا كل يوم بتصريحات جديدة تكشف عن تفاصيلها.. وأبرز ما قاله الرجل البرتقالي كان في مقابلة مع موقع "أكسيوس" يوم الأحد، إن المفاوضات بشأن خطته لإنهاء الحرب في غزة باتت "في مراحلها النهائية"، والتوصل إلى اتفاق قد يفتح الباب أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط.

وكشف ترامب أن خطته لا تقتصر على إنهاء الحرب في غزة فقط، بل تهدف إلى بذل جهد أكبر لتحقيق السلام في المنطقة، قائلا: "إذا أنجزنا هذا، سيكون يومًا عظيمًا لإسرائيل وللشرق الأوسط، وستكون الفرصة الأولى لسلام حقيقي في الشرق الأوسط، لكن علينا أن ننجزه أولًا".

وخلال الساعات القليلة الماضية، خرج أيضًا ترامب بتصريحات جديدة تشير إلى أمور في غاية الأهمية عن إنهاء الحرب، وذلك بعد أن قال إن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى خطة أمريكية جديدة يُنتظر الإعلان عنها قريبًا لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة، وسط تسريبات متزايدة حول تفاصيلها.

السؤال هنا: هل يريد فعلًا ترامب إنهاء الحرب والضغط على شريكه مجرم الحرب نتنياهو للمضي قدمًا في عملية سياسية تتضمن تنازلات كبيرة، فيما تسعى الحكومة الإسرائيلية لتقديم تعديلات على بعض البنود؟

ووفق "إكسيوس"، فإن خطة ترامب للسلام في غزة تشمل البنود الرئيسية التالية:

الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة خلال 48 ساعة من وقف إطلاق النار.

وقف دائم لإطلاق النار.

انسحاب إسرائيلي تدريجي من كامل قطاع غزة.

إفراج إسرائيل عن نحو 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد بتهمة قتل إسرائيليين، إضافة إلى نحو 2000 فلسطيني اعتُقلوا في غزة منذ 7 أكتوبر.

خطة ما بعد الحرب تتضمن آلية حكم في غزة بلا حماس، وتشمل مجلسًا دوليًا وعربيًا مع ممثل للسلطة الفلسطينية، وحكومة تكنوقراط من فلسطينيين مستقلين في غزة.

قوة أمنية تضم فلسطينيين إلى جانب جنود من دول عربية وإسلامية.

تمويل من الدول العربية والإسلامية للإدارة الجديدة في غزة ولإعادة الإعمار والتنمية.

مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في آلية الحكم الجديدة بغزة.

نزع سلاح حماس وإفراغ غزة من السلاح، بما في ذلك تدمير الأسلحة الثقيلة المتبقية والأنفاق.

عفو عن عناصر حماس الذين ينبذون العنف ويرغبون في البقاء في غزة، وتأمين ممر آمن للخروج لمن يرفض ذلك.

عدم ضم إسرائيل للضفة الغربية وعدم ضم أو احتلال أي جزء من غزة.

تعهّد إسرائيلي بعدم مهاجمة قطر مجددًا مستقبلًا.

مسار مستقبلي موثوق باتجاه "إقامة دولة فلسطينية" بعد أن تُجري السلطة الفلسطينية إصلاحات كبيرة.


ولا يجب أن ننخدع بتصريحات ولقاءات ترامب بشأن إنهاء الحرب في القطاع والإبادة للمدنيين هناك، وعلينا ربط الأحداث ببعضها والمواقف، خاصة بعد ما حدث في الأمم المتحدة ولقائه مع مسؤولين نيابة عن القادة العرب.. نتمنى أن تصدق كلمات ترامب وتنتهي الإبادة في غزة.

في النهاية، يقف العالم أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن تتحول كلمات ترامب إلى أفعال توقف نزيف الدم وتضع حدًا لأكبر جريمة إنسانية في القرن، أو أن نكون أمام لعبة سياسية جديدة تُدار على حساب أشلاء الأبرياء في غزة.. الأيام القادمة وحدها ستكشف: هل نحن على أعتاب سلام حقيقي أم أمام فصول جديدة من الخديعة الأمريكية؟.