فجأة اندلعت مظاهرات حاشدة في بعض المدن المغربية تطالب بالتعليم والصحة وكان هذا بالنسبة لنا غير مألوف لأن الصورة التي اعتدناها عن المغرب أنه بلد مستقر وهادئ، يتمتع بمستوى معيشة أفضل نسبيًا، . لذلك كان ما حدث مفاجئًا، وأثار الكثير من التساؤلات والدهشة
القصة بدأت من حادثة إنسانية مؤلمة: وفاة ثماني سيدات أثناء الولادة في مستشفى الحسن الثاني بأغادير. مأساة تحولت من خبر إلى شرارة فجّرت احتجاجات واسعة، لأن الناس لم يروا فيها مجرد خطأ طبي، بل تجسيدًا لأزمة اكبر في الخدمات الصحية. ومع سرعة انتشار الأخبار عبر المنصات، خرج الشباب إلى الشوارع، في موجة قادها جيل ما بعد الألفية، او كما يطلق عليه جين z
جيل اعتاد أن يقول رأيه بلا خوف، وأن يكون دائما خارج التوقعات
في البداية، كان صوتهم تعبيرًا عن مطالب بسيطة: صحة أفضل، تعليم يليق بهم، وعدالة اجتماعية تحمي مستقبلهم. لكن خرجت بعض المظاهرات عن مسارها، فتحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن، وسقط ضحايا، وظهرت مشاهد عنف وتخريب. وهنا كان الخوف: أن تضيع المطالب العادلة وسط الفوضى، وأن تتحول الصرخة المشروعة إلى مدخل لسيناريوهات لا يريدها أحد.
التجارب حولنا كثيرة، ودروسها واضحة. الغضب إن لم يجد من يحتويه يمكن أن يحول الي فوضي تعتبرها بعض الدول الطامعة فوضي خلاقة لكننا نعرف أنها دمار وخراب خاصة حينما تتسرب عناصر وجماعات اخري لتملأ الفراغ جماعات تعرف جيدًا كيف تركب الموجة. وهذا ما لا نريده للمغرب الذي نعتبره بلدا عربيًا ناجحًا في قدرته على التوازن والاستقرار.
اليوم المغرب أمام لحظة تاريخيّة : الاستماع للشباب بجدية، وفتح حوار حقيقي، واتخاذ خطوات عملية تُعيد الثقة في الدولة. فالمطالب في جوهرها ليست هدمًا ولا انتقامًا، بل بحث بحثا عن أمل في مستقبل افضل وفي خدمات اهلي وإلا يتكرر موضوع وفيات السيدات مرة اخري وإلا يموت أبرياء بسبب نقص الخدمات في المستشفيات او الطرق او غيرها وفي المقابل، علي شباب جيل z أن يعرف عاقبة ما يقوم به خاصة إذا كان حريصا علي استقرار بلده
فاحترام المؤسسات يظل هو الضمانة لئلا يتحول الغضب إلى فوضي
أتمنى للشقيقة المغرب أن تعبر هذه الأزمة، فالمغرب ليس مجرد بلد شقيق فقط ، بل وطن قريب إلى قلوبنا جميعًا، واستقراره مهم للمنطقة بأكملها.