أثار ظهور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو خلال قمة السلام الخاصة بغزة في مدينة شرم الشيخ تساؤلات واسعة، بعدما التقطت له صور وهو يقف إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتبادل معه الأحاديث الودية ويبتسم أمام الكاميرات، في مشهد بدا غريبًا على قمة يغلب عليها الطابع السياسي والدبلوماسي أكثر من الرياضي.
صداقة قديمة تربط إنفانتينو بترامب
وفقًا لتقارير صحفية بريطانية، فإن وجود إنفانتينو في القمة لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة لعلاقة صداقة قوية تربطه بترامب، حيث دعم الأخير علنًا خلال ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، وسبق أن أشاد بدوره في ملفات سياسية عدة. كما حضر إنفانتينو في عام 2020 توقيع "اتفاقات إبراهام" في البيت الأبيض بدعوة من ترامب، وهو ما اعتبره البعض بداية لانخراطه في الشأن السياسي الدولي بشكل غير مسبوق لرئيس فيفا.
"كرة القدم من أجل السلام"
وأكدت مصادر مقربة من الاتحاد الدولي أن إنفانتينو أراد أن يبعث رسالة رمزية عن دور الرياضة في تعزيز السلام، إذ دعا الأسبوع الماضي عالم كرة القدم إلى "المساهمة في جهود بناء السلام في الشرق الأوسط".
وخلال اجتماعاته مع قادة الأندية الأوروبية، قال إنفانتينو: "الآن وقد تحقق وقف إطلاق النار، يجب أن نفرح جميعًا، فالأمر يتجاوز كرة القدم، لكنه يشملها أيضًا."
مصالح متشابكة قبل مونديال 2026
وأشارت تحليلات صحفية إلى أن العلاقات الوثيقة بين إنفانتينو وترامب تزداد أهمية مع اقتراب استضافة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لمونديال 2026، إذ يسعى رئيس فيفا إلى الحفاظ على دعم سياسي قوي من واشنطن لإنجاح البطولة الأضخم في تاريخ الاتحاد.
وليس حضور إنفانتينو القمم السياسية أمرًا جديدًا؛ فقد جمعته علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تنظيم كأس العالم 2018، وحصل منه على وسام “الصداقة الروسية”، كما كان من أبرز المدافعين عن قطر قبل مونديال 2022، رغم الانتقادات الدولية.