انتشر مؤخرا تريند جديد يطلق عليه اسم "خدعة الرجل المشرد" على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك و سناب شات، حيث بدأ المستخدمون في ابتكار وتداول صور مزيفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تظهر شخصا يبدو مشردا يدخل منزل شخص آخر.
تدور الفكرة الرئيسية وراء هذا التريند حول خداع الأصدقاء، العائلة، أو الشركاء عن طريق إرسال هذه الصور، مع الادعاء بأن شخصا غريبا قد اقتحم المنزل، ومع مرور الوقت، انتشرت هذه الخدعة بشكل واسع، مما أثار قلقا لدى العديد من المستخدمين وأدى إلى تدخل السلطات في بعض البلدان.
ما هي "خدعة الرجل المشرد"؟
في البداية، بدأ الأمر كمزحة بسيطة، لكن مع مرور الوقت انتشرت أكثر، مما أثار استجابة عاطفية قوية لدى بعض الأشخاص الذين كانوا يعتقدون فعلا أن شخصا غريبا اقتحم منزل أحبائهم، حيث استخدم العديد من الأشخاص على تيك توك و إنستجرام و سناب شات أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Google Gemini و DALL-E لإنشاء صور مدهشة تعزز من واقع الخدعة، مما جعلها أكثر إقناعا.

انتشار الترند عالميا
في البداية، كانت الخدعة جزءا من موجة من التجارب الساخر على تيك توك، حيث حصدت العديد من الفيديوهات المشاهدات والمشاركات الواسعة، لكن مع مرور الوقت، أصبح الأمر أكثر خطورة.
في أحد أشهر الفيديوهات، قام المستخدم جو ميلي باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة لرجل يبدو مشردا يقف خلف باب منزله المغطى بالشبك، وقام بإرسال هذه الصورة إلى والده مع رسالة نصية قائلا: "مرحبا أبي، هناك رجل عند الباب الأمامي، يقول إنه يعرفك؟".
كانت هذه هي البداية لمجموعة من الرسائل والنكات التي تضمنت صورا أخرى للرجل في المنزل وهو يستخدم فرشاة الأسنان أو يتناول الطعام من الثلاجة.
ومع أن الفيديو قد يكون قد تم تصويره كمزحة أو سكيتش، إلا أن تفاعل بعض الأشخاص كان جادا جدا، حيث أصبح بعض الآباء يستجيبون بالذعر والتوجه للشرطة ظنا منهم أن المنزل يتعرض للسرقة.
هل اجتاح التريند وسائل التواصل في مصر
انتشر هذا التريند بشكل كبير مؤخرا وأحدث ردود فعل كبيرة في بعض الدول الغربية، حيث تعد منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستجرام بمثابة بيئة خصبة لنقل هذه الأنواع من التريندات.
ورغم انتشار بعض الميمات والفيديوهات المشابهة لهذا النوع من الخدع، إلا أن تأثيرها في الاوساط المصرية لم يكن كبيرا مقارنة مع الدول الأخرى، قد يعود هذا إلى اختلاف الثقافة الاجتماعية في مصر التي تميل إلى التفاعل مع الخدع والمزاح بطريقة أكثر تحفظا.
تطورات خطيرة في بريطانيا
في بريطانيا، كانت التداعيات الأمنية أكثر وضوحا، حيث قامت بعض الشرطة المحلية بالتفاعل مع هذه الخدعة بسبب تزايد المكالمات الواردة إلى غرف الطوارئ.
ففي شرطة دورست، تلقت الشرطة العديد من المكالمات بسبب هذه الخدعة، حيث اعتقد بعض الآباء أن شخصا غريبا قد اقتحم منزلهم بينما كان أحد الأبناء بمفرده في المنزل.
وكما ورد في التقارير، فإن شرطة مدينة سالم في ولاية ماساتشوستس الأمريكية وصفت الخدعة بأنها "غبية وخطيرة"، مشيرة إلى أنها تضيع وقت وموارد الشرطة التي كانت يمكن استخدامها لحالات طارئة حقيقية.

وأدى هذا الأمر إلى إصدار تحذيرات من الشرطة، حيث طالبت بتوخي الحذر في حال تلقي رسائل أو صور مشابهة من الأصدقاء أو العائلة.
وفي إنجلترا، ذكرت شرطة بول أن الخدعة التي انتشرت كانت قد استنزفت موارد الشرطة، مشيرة إلى أنها تعتبر استجابة الطوارئ لهذه المكالمات "استجابة غير ضرورية"، مما يعرض الموقف لخطر حقيقي.
بعيدا عن الجانب الأمني، فإن خدعة الرجل المشرد تنطوي أيضا على خلفية اجتماعية ذات أبعاد سلبية، فهذه الخدعة تعتمد بشكل أساسي على إهانة الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمان السكني، حيث يتم تصويرهم كأشخاص مخيفين أو مزعجين، مما يعزز من الصور النمطية السلبية عن المشردين.
كما أعلنت العديد من المنظمات الاجتماعية في بريطانيا عن رفضها لهذه الخدعة، مشيرة إلى أن استخدامها كأداة للمزاح يتنافى مع القيم الإنسانية، ويؤدي إلى تعميق اللامبالاة المجتمعية تجاه قضايا المشردين، وهو ما يفاقم من المشكلة في المجتمعات.