وقّع مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، اتفاقية مع "آراب بوك فيرس" الناشر والموزع الرائد في مجال الكتب الصوتية والإلكترونية، بهدف إتاحة آلاف الإصدارات العربية الرقمية والصوتية لملايين القرّاء حول العالم، وذلك في إطار مشاركته في الدورة الـ77 من معرض فرانكفورت للكتاب، التي تستمر حتى 19 أكتوبر الجاري.
وتعكس هذه الاتفاقية، التي تأتي استكمالاً لشراكة أبرمها المركز مؤخراً مع "أمازون"، استراتيجيته الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مسار رقمنة الكتاب العربي، وفتح مجالات جديدة لنشر الكتب والمشاريع الصادرة باللغة العربية على مستوى العالم، وصولاً إلى تعزيز حضور المحتوى العربي في المشهد الثقافي الدولي، ودعم صناعة النشر العربية عبر مبادراته الخلّاقة، ومشاريعه الريادية، بما في ذلك برامجه النوعية، التي يقدّمها معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ومن المتوقع أن توفّر الاتفاقية، التي تمثل تعاوناً مؤسسياً رفيع المستوى بقيادة المركز، آلاف الإصدارات من الكتب العربية الإلكترونية والصوتية لملايين القرّاء حول العالم، وأن تثري في الوقت ذاته منظومة النشر، والإنتاج الصوتي والرقمي العربي، من خلال تحفيز الابتكار، وتعزيز الشراكات التكنولوجية، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتوسيع نطاق المحتوى العربي عالمياً، بما يدشن مرحلة جديدة من النشر الرقمي للمحتوى العربي عبر بنية تحتية عالمية المستوى، وخبرة راسخة في قطاع النشر.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: " ندرك الأهمية الكبيرة التي تمتلكها التقنيات الحديثة في عصرنا الراهن؛ فقد أتاحت للبشرية العديد من الخيارات المتقدّمة التي لعبت دوراً فاعلاً في تحسين جودة حياة الأفراد، ومن هذا المنطلق حرصنا في مركز أبوظبي للغة العربية على تسخير خبراتنا في صناعة النشر، والاستفادة منها في تعزيز حضور المحتوى العربي في الفضاء الرقمي العالمي، من خلال توفير قنوات جديدة ومبتكرة تسهّل وصول الإصدارات الأدبية والفكرية والمعرفية إلى القارئ أينما كان".
وتابع: "تسهم هذه الشراكة مع واحدة من الشركات الرائدة في مجال نشر الكتب الصوتية والإلكترونية في سد الفجوة الثقافية الرقمية، خاصة وأن نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا تزال ضئيلة مقارنة بعدد الناطقين بلغة الضاد؛ لذا نسعى إلى تعزيز حضور هذا المحتوى وضمان إيصال المعرفة باللغة العربية بشكل أوسع، ومنح المستخدم والقارئ العربي مصادر موثوقة بلغته الأم"، موضحاً أن "وجود محتوى عربي أصيل يتيح للأدب والفكر والفن العربي مساحة أرحب للحضور عالمياً، ويشجّع على إنتاج المعرفة دون الاعتماد الكلي على الترجمة، ويحفظ الإرث الثقافي العربي من الاندثار، ويعزّز ارتباط القرّاء والباحثين والدارسين بثقافتهم وهويتهم الفكرية والمعرفية".
وأضاف سعادته أن حرص المركز على المشاركة السنوية في معرض فرانكفورت للكتاب يفتح المجال أمام تعزيز التعاون مع كبريات المؤسسات والجهات الثقافية الأوروبية والعالمية، بما يخدم مد جسور الحوار والتلاقي الفكري والحضاري، والتعريف بمكانة الثقافة واللغة العربية باعتبارها لغة علم ومعرفة وتواصل إنساني.