قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خبراء دوليون يناقشون مستقبل النظام العالمي.. هل يصمد أم ينهار؟

منتدى القاهرة الثانى
منتدى القاهرة الثانى

شهدت فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثانى، الذى أطلقه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، اليوم، جلسة مهمة بعنوان: “هل يستطيع النظام العالمي الصمود فى مواجهة التداخل المعقد الحالي بين الوضعين الجيوسياسي والجيو اقتصادي؟ أم أن هناك حاجة إلى نظام جديد كليا؟ وكيف سيبدو هذا النظام؟”.

وفي الجلسة الحوارية رفيعة المستوى، أجمعت الآراء على أن العالم يمر بفترة فوضى عميقة، مع تباين كبير في الرؤى حول سبل الخروج منها. 

أدارت الجلسة الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، التي أكدت أن الجلسة ستتجاوز مجرد تحديد نقاط الضعف لاستكشاف المبادئ والآليات التي يمكن أن تدعم نظامًا عالميًا أكثر استدامة وعدلًا.

من جانبها، دعت وزيرة خارجية إسبانيا السابقة، آنا بلاسيو، إلى إصلاح المؤسسات مع التمسك بمبدأ القواعد المؤسسية.

وأشارت إلى أن أوروبا، رغم اعتمادها الحالي على الولايات المتحدة، تمتلك خبرة هائلة في التوفيق وإيجاد الحلول، وقادرة على قيادة عملية إعادة بناء لنظام عالمي يقوم على القواعد واليقين.

أما الدكتور سمير ساران، رئيس مركز الفكر الهندي Observer Research Foundation (ORF)، فقد أشار إلى أن الصين والهند كانتا تتقدمان اقتصاديًا قبل أن يكتشفهما الغرب.

وأكد ساران أن النظام العالمي القديم كان مصممًا لصالح السلام الأمريكي والنظام الأطلسي، وأن ما يحدث الآن هو تفكك هذا النظام وولادة نظام جديد.

ولفت إلى أن أمريكا، تحت قيادة ترامب أو غيره، ترى العالم بشكل مختلف ولم تعد راغبة في الدفاع عن النظام الذي أنشأته.

ودعا ساران إلى تقبل واقع الترتيبات المتعددة الأطراف غير الكلية، وأن أوروبا يمكن أن تقدم درسًا تاريخيًا للعالم.

كما وجه دعوة قوية لدول الجنوب العالمي بأن تتوقف عن الشكوى وتبدأ بتحمل المسؤولية لتصبح قادة حقيقيين في النظام الجديد.

على الصعيد الأوروبي، أشار باولو ماجري، المدير التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، إلى أن الإجابة على سؤال هل النظام القديم لا يزال قائمًا هي "لا"، وهل نحتاج لنظام جديد هي "نعم". 

لكنه طرح سؤالًا جوهريًا: "هل يمكننا أن نتخيل إعادة بناء نظام بدون قوة كبرى؟" محذرًا من أن التاريخ يثبت أن نظامًا جديدًا لم يُبنَ قط بدون صراع أو كارثة أكبر.

ورأى ماجري أن هناك أرضية مشتركة أكبر بين أوروبا وأجزاء أخرى من العالم الآن، وأن أوروبا يمكنها تقديم خبراتها في بناء التعددية، مشيدًا بقدرتها على إيجاد حلول إبداعية رغم الانقسامات.

ومن الصين، أكد الدكتور جين يونج كاي، شريك في شركاء البنية التحتية العالمية (GIP)، أن بلاده لا تعتقد أن هناك لعبة صفرية المحصلة، وأنها تؤمن بالتعاون الذي يفيد الجميع.

وشدد على أن الصين ترى نفسها جزءًا من المجتمع العالمي، وأن القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين، عليها مسؤولية القيادة، لكن هذا لا يعني أننا سنقرر كل شيء للجميع.

ودعا إلى التركيز على خلق فرص العمل والتنفيذ الملموس للمشاريع التنموية بدلًا من الجدال السياسي، مشيرًا إلى مشاريع صينية كبرى في أمريكا اللاتينية وأفريقيا كنموذج لذلك.

ومن أمريكا اللاتينية، وصف الدكتور خورخي لويس تشيديك، رئيس المجلس الأكاديمي بمركز الدراسات الدولية في الأرجنتين، منطقته بأنها الأكثر تفاوتًا وعنفًا في العالم، بمعدلات جريمة قتل مرتفعة وغياب صوت إقليمي موحد.

وانتقد السياسة الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية، معتبرًا أنها تعتمد كليًا على العصا ولا تقدم أي جزرة، وأنها تنظر إلى المنطقة كـ"فناء خلفي" أو "حديقة أمامية"، وهي "علاقة أبوية للغاية".

وأشار إلى أن الصين كانت شريكًا رائعًا للمنطقة في التجارة والاستثمار، داعيًا إلى تعميق التعاون بين دول الجنوب العالمي.

وفي مشاركة عبر تقنية الـ"فيديو كونفرانس" من طهران، شدد الدكتور سيد كاظم سجادبور، زميل أول متميز في معهد الدراسات السياسية والدولية (IPIS)، على أن افتراض الهيمنة يجب أن يتم تحديه، خاصة الهيمنة العسكرية التي يُعتقد أن كل شيء يمكن حله من خلالها.

ودعا إلى موازنة الاختلال من خلال مجموعة من نقاط القوة الوطنية، والتعاون الإقليمي، والتعددية الدولية، مع التأكيد على ضرورة إدارة التعقيد في هذا النظام المتطور.

وفي ختام الجلسة، وجهت الدكتورة عبلة عبد اللطيف سؤالًا للمتحدثين حول أول إجراء سيتخذونه كصانعي قرار لإحداث التغيير. حيث اقترحت آنا بلاسيو استعادة مصداقية الأوروبيين والبدء بتغيير حوكمة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. بينما دعا سمير ساران إلى إعادة السلطة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتكون الهيئة العليا، وأيد باولو ماجري هذا الطرح مع تقوية مجموعة العشرين.

ومن الصين، أكد جين يونج كاي على ضرورة أن يدرك الناس أن عليهم العيش معًا والتخلص من لعبة المحصلة الصفرية. أما خورخي لويس تشيديك فدعا إلى التصديق على عناصر القانون الدولي وجعلها مدونة سلوك عالمية.

واختتم سيد كاظم سجادبور بالدعوة إلى تجميد النزاعات وتقليل التوترات والتشديد على فائدة القانون الدولي والمنظمات الدولية.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن العالم أمام مفترق طرق حقيقي، وأن التغيير حتمي، لكن كيفية صياغة هذا التغيير ستعتمد على قدرة الدول على تجاوز الانقسامات والعمل المشترك نحو نظام أكثر عدلًا واستدامة.