قال الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة: إنَّ الرؤية الإسلاميَّة التي يعبِّر عنها الأزهر الشريف تجاه الحضارة لا ترفض التقدُّم العِلمي، لكنها ترفض أن تُستخدم منجزات الحضارة لأغراض هدَّامة، مثل: سَفْك الدماء، ونَشْر الإلحاد، وإباحة الشذوذ، وتفكيك الشعوب، والإرهاب، وصناعة المجاعات.
وأضاف الدكتور يحيى خلال افتتاح فعاليَّات الأسبوع الرابع عشر للدعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدعوة في جامعة أسيوط تحت عنوان: (مفاهيم حضاريَّة)، أنَّه مِنَ الضروري أن يعرف الشباب مفاتيح الحضارة القرآنيَّة ومظاهر تطبيقاتها في السُّنة النبويَّة، ومعرفة أسباب ازدهارها وعوامل فنائها، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
وأشار الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة إلى أنَّ الحضارة بعيدًا عن الدِّين ليست حضارة، بل هي نزقٌ بشريٌّ ومرضٌ اجتماعيٌّ، وأنَّ الاتهامات التي تصف الإسلام بأنه ضد التقدُّم والتحضّر أو دين البداوة والرجعيَّة؛ لا أساس لها من الصحَّة، مؤكِّدًا أنَّ الإسلام أقام حضارة زاهرة، وأنَّ التخلُّف المعاصر للأمَّة سببه تفريط المسلمين في معطيات دِينهم وعدم الالتزام بمقتضيات العقيدة.
وتستمر فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الرابع عشر في جامعة أسيوط على مدار خمسة أيام بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها الندوات الفِكريَّة التي تناقش قضايا: الحضارة، والعِلم، والقِيَم، والحُريَّة المسئولة، وحقوق الإنسان في ضوء الشريعة الإسلاميَّة.