استقبل الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ووفدًا من جامعة سراج الهدى بالهند برئاسة الدكتور عبد الرحمن الثقافي، رئيس الجامعة، لبحث عدد من مجالات التعاون العلمي والأكاديمي المشترك، وتعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية والجامعية.
مفتي الجمهورية يستقبل أمين رابطة الجامعات الإسلامية بالهند
وخلال اللقاء، رحب المفتي بالوفد الزائر، مؤكدًا عمق العلاقات العلمية التي تجمع دار الإفتاء بالمؤسسات الإسلامية حول العالم، مشيرًا إلى أن الدار أصبحت مؤسسة رائدة تجمع بين الأصالة الشرعية والتطور التقني الحديث، بما يلبي احتياجات العصر ويخدم الباحثين وطلاب العلم في الداخل والخارج.
وتحدث مفتي الجمهورية، عن الإدارات المتخصصة داخل دار الإفتاء، ودورها في دعم منظومة العمل الإفتائي من خلال إدارات الفتوى، والبحث العلمي، والنشر، والترجمة، إلى جانب الفروع التي أنشأتها الدار في عدد من المحافظات لتقديم الخدمة الإفتائية بيسر وسرعة.
واستعرض المفتي المشروعات الرقمية المتقدمة التي أطلقتها الدار، وفي مقدمتها منصة "هداية" التعليمية التي تقدم برامج علمية ودورات شرعية عبر الإنترنت، وتطبيق "فتوى برو" الذي يُعد نقلة نوعية في إتاحة الفتوى المعتمدة بلغات متعددة، فضلًا عن مشاريع الترجمة الواسعة لنشر الفتاوى والدراسات الإسلامية بعدد من اللغات لخدمة الجمهور من مختلف دول العالم.
وأشار مفتي الجمهورية إلى الإصدارات العلمية والموسوعات التي تنتجها الدار، ومنها الموسوعات الفقهية والبحثية، والمجلات العلمية المحكمة، التي تعد مراجع مهمة للباحثين في القضايا الفقهية المعاصرة.
وتطرق المفتي إلى التطور التقني الذي تشهده الدار عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في خدمة العمل الإفتائي والبحثي، إضافة إلى مشاركة دار الإفتاء الفاعلة مع مؤسسات وهيئات داخل مصر وخارجها، سواء عبر المؤتمرات أو البرامج العلمية المشتركة أو من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تعمل الدار على توسيع انتشارها بافتتاح مكاتب تمثيلية في عدد من الدول.
وأكد مفتي الجمهورية على استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة سراج الهدى في مختلف المجالات العلمية، وفي تدريب الطلاب والخريجين، وتنظيم دورات متخصصة حول المفاهيم الحديثة مثل مواجهة الإلحاد والتطرف والإسلاموفوبيا، إلى جانب التعاون في مجال الترجمة ودراسة القضايا الفكرية المهمة وإصدار مواد علمية مشتركة تعالج هذه القضايا بأسلوب شرعي منضبط ومعاصر.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن تقديرهم الكبير للدور الريادي الذي يقوم به فضيلة المفتي ودار الإفتاء المصرية، مشيدين بما شهدوه من منظومة عمل مؤسسي رصين يجمع بين المنهجية الشرعية الراسخة والجاهزية التقنية المتقدمة.
وقال الدكتور سامي الشريف إن ما تقدمه دار الإفتاء من جهود علمية ورقمية يجعلها نموذجًا يحتذى في العالم الإسلامي، مؤكدًا سعي الرابطة إلى تطوير برامج تعاون فعالة مع الدار في مجالات التدريب والبحث العلمي.
من جانبه، أشاد الدكتور عبد الرحمن الثقافي بالتطور الكبير لدار الإفتاء، مشيرًا إلى أن الجامعة تتطلع لتبادل الخبرات، وإيفاد طلابها للتدريب في الدار، وإقامة مشروعات علمية وثقافية مشتركة تستفيد من خبرات الدار وإمكانياتها.
وفي ختام الزيارة، أكد الجانبان أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العلمي، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مبادرات مشتركة تخدم أهداف التعليم الشرعي، وتصحيح المفاهيم، ونشر الوسطية في مختلف أنحاء العالم.



