١) من سائق حافلة إلى أقوى رجل في أمريكا اللاتينية
٢) لماذا فشلت واشنطن والمعارضة في إسقاط مادورو؟
٣) سنوات من القمع والأزمات… ونظام لا يسقط.
منذ اللحظة التي أوصى فيها هوغو تشافيز شعبه بالتصويت لنيكولاس مادورو قبل وفاته، تغيّر تاريخ فنزويلا السياسي للأبد.
لم يكن مادورو المرشح الأقوى داخل حركة تشافيز، ولا الأذكى أو الأكثر حضوراً، لكن وصية الزعيم الراحل صنعت له طريقاً لم يكن أحد يتخيّله، وجعلت منه أطول رئيس بقاءً في السلطة في أمريكا اللاتينية الحديثة.
# صعود غير متوقع
دخل مادورو السياسة من بوابة العمل النقابي وسائق حافلة بسيط، ثم أصبح وزير خارجية تشافيز، قبل أن يصبح وريثه. ورغم السخرية الواسعة من “المادورادات” التي اشتهر بها، فإن الرجل أثبت أنه أكثر صلابة مما ظنه الجميع، وأكثر قدرة على المناورة وسط أزمات تشبه الانهيار الكامل للدولة.
# تحالف القوة مع كوبا
كان الرابط بين مادورو وكوبا أحد أعمدة بقائه. تقارير كثيرة تحدثت عن تدريبه السياسي هناك في شبابه، بينما تؤكد مصادر أخرى أن الاستخبارات الكوبية لعبت دوراً مباشراً في حمايته من محاولة الانقلاب التي قادتها المعارضة عام 2019.
منح مادورو كوبا النفط والدعم السياسي، ومنحته هافانا الخبرة الأمنية التي ساعدته على تثبيت أقدامه في الحكم.
# دولة لا تسقط رغم الانهيار
منذ وصول مادورو إلى السلطة، دخلت فنزويلا في أكبر أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث: انهيار شركة النفط الحكومية، فقدان معظم قيمة العملة، وهجرة ما يقرب من ثمانية ملايين مواطن إلى الخارج.
ورغم أن الأمم المتحدة وصفت بعض ممارسات حكومته بأنها “جرائم ضد الإنسانية”، فإن النظام حافظ على تماسكه، ونجا من موجات احتجاج ضخمة كان يُعتقد أنها ستنهي حكمه.
# شبكة مصالح معقدة
يعزو كثير من الباحثين بقاء مادورو كل هذه السنوات إلى قدرته على إدارة شبكة مصالح معقدة تضم الجيش، القيادات التاريخية لحركة تشافيز، أجهزة الأمن، والميليشيات المعروفة بالكوليكتيفوس.
كل طرف يحصل على ما يجعله متمسكاً بالنظام: الجيش على امتيازات اقتصادية، القيادات على النفوذ، والميليشيات على حرية الحركة، بينما يبقى مادورو هو الضامن الوحيد لاستمرار هذه الشبكة.
# مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة
على مدار أكثر من عقد، حاولت واشنطن إسقاط مادورو بكل الوسائل: العقوبات، تجميد الأصول، الضغط النفطي، الدعم السري للمعارضة، وحتى التهديد العسكري.
وفي كل مرة توقع العالم سقوط النظام، كان مادورو ينجو. ورغم أن إدارة ترامب الحالية تتخذ نهجاً أكثر صدامية، ورغم التوتر المتصاعد، فإن مادورو ما زال يرفع نفس الجملة: “لن يسقطنا أحد.”
# اختبار جديد في لحظة حرجة
بعد أكثر من 12 عاماً في الحكم، يواجه مادورو اختباراً هو الأعقد: ضغط أمريكي متصاعد، اقتصاد هش، وشعب منهك.
لكن الرجل الذي تحدّى كل التوقعات لا يزال يمسك بخيوط اللعبة. والسؤال الآن لم يعد فقط كيف صمد كل هذه السنوات، بل هل يستطيع النجاة مرة أخرى