القنوات الفضائية ومدربو الأندية يُطالبون باستئناف الدوري العام.. والدهشوري حرب يرفض

ما بين مؤيد ومعارض لاستئناف مباريات الدوري المصري، تعيش أكثر من 250 ألف أسرة لمدربين وإداريين ولاعبين وعمال ملاعب حالة من القلق والترقب.
ففي الوقت الذي يرى فيه الغالبية العظمى من المتابعين والجمهور العادي وعشاق مشاهدة كرة القدم أن ألغاء مسابقة الدوري أمر ضروري ومهم في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر، فإن البعض الآخر، وهم القلة المضارة من توقف المسابقة، يرى أن التوقف ضار للغاية ويهدد "لقمة العيش" بالنسبة لهم.
فالمعارضون لاستئناف الدوري يرون أن الدماء التي قد تراق مرة أخرى في موقعة لمذبحة ثانية، لن يعادلها أي مكاسب من عودة الدوري.
أما المؤيدون لاستئناف المسابقة، فهم مدربون وإداريون ومسئولون بأندية رياضية، والذين يرون أن الدوري وكرة القدم المصدران الوحيدان لرزقهم وقوت أولادهم.
وعلى الجانب الآخر، فإن الإعلام الفضائي مطلبه الأول هو استئناف الدوري حتى لا تتوقف الفضائيات عن عملها وبرامجها الليلية والنهارية أيضا، وحتى تتواصل برامج التوك شو التي كان بعضها محرضا وعاملا أساسيا في إثارة العصبية وإشعال نيران التعصب بين الجماهير.
وما بين إلغاء المسابقة واستئنافها، يقف خبراء الكرة المصرية موقفا محايدا، فهم يرون أن إلغاء الدوري سيعود بكارثة فنية على المنتخبات الوطنية.
كما أن المؤيدين من الخبراء لإلغاء المسابقة يستندون إلى أنه في عام 1990 ألغى محمود الجوهري مسابقة الدوري بعد الوصول لكأس العالم بإيطاليا من أجل إعداد المنتخب، وأشاروا إلى أن الحياة لم تتوقف بهذا الإلغاء.
وقد أكد عدد من خبراء كرة القدم المصرية أن إلغاء مسابقة الدوري المصري وعدم استئنافها قد يهدد بتراجع مستواها ويلحق أضرارا بمنتخب الفراعنة الأول الذي يستعد لخوض التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا، وأيضا تهدد حلم الوصول لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتوقفت مسابقة الدوري لأجل غير مسمى بقرار من مجلس إدارة الاتحاد المستقيل بعد الأحداث الدامية التي شهدها استاد بوسعيد وراح ضحيتها أكثر من 75 قتيلا من جماهير الأهلي.
وأكد عمرو أبو المجد، الخبير في المجلس القومي للرياضة ورئيس قطاع الناشئين السابق بالأهلي، أن إلغاء مسابقة الدوري بلا شك سيؤثر على الكرة المصرية، خاصة الفرق المشاركة في البطولات الأفريقية.
وأضاف أبو المجد: "يجب دراسة الأمر بشكل متأن وحصر الإيجابيات والسلبيات لأي قرار قبل اتخاذه، مع الوضع في الاعتبار حياة الجماهير واللاعبين وضمان أمنهم".
ورفض يوسف الدهشوري حرب، رئيس الاتحاد المصري السابق للقدم، أن تكون إقامة مسابقة الدوري على حساب دماء الأبرياء.
وأضاف حرب: "الدوري لا يساوي نقطة دم واحدة تسيل من أبنائنا سواء جمهور أو لاعبين".
وتابع: "طالما أن الأحوال غير مستقرة والأمن لم يعد إلى حالته الطبيعية، فإنني أرى إلغاء مسابقة الدوري".
واستطرد حرب قائلا: "إذا كانت المنتخبات الوطنية ستتأثر بإلغاء الدوري، ففي هذه الحالة أوافق على إقامة المسابقة بدون جمهور أسوة بما حدث في تونس العام الماضي".
أما الأمريكي بوب برادلي، المدير الفني لمنتخب الفراعنة، فهو غير مشغول بأمر استئناف مسابقة الدوري أو عدم استئنافها، حيث يؤكد زكى عبد الفتاح، مدرب حراس مرمى الفريق، أن برادلي "مهموم" للغاية بما حدث لضحايا استاد بورسعيد فهو مازال متأثرًا ويأمل في مساعدة أسر الضحايا حتى تلملم جراحها بعد أن فقدت زهرة شبابها.
وأكد عبد الفتاح أن برادلي في الوقت الحاضر لا توجد لديه مشكلة في اختيارات المنتخب، فلدية قائمة تضم 40 لاعبا سيختار من بينهم 23 لاعبا لمباراة مصر وأفريقيا الوسطى والمقرر لها 29 فبراير الجاري، إلى جانب أن مباراة العودة ستقام بعد أربعة اشهر بالقاهرة.
وطالب حلمي طولان، المدير الفني لاتحاد الشرطة، بسرعة استئناف الدوري، وقال: "أول المتضررين من إلغاء الدوري سيكون منتخب مصر الذي يستعد لأمم أفريقيا 2013 وتصفيات كأس العالم 2014".
وتابع طولان: "الأمريكي بوب برادلي، مدرب المنتخب، يسعى لبناء منتخب جديد، فمن أين سيختار لاعبيه ومن يضمن أن المختارين في الوقت الحالي سيظل مستواهم ثابتًا أو لا يصاب أحدهم".
وأشار طولان إلى أن عشرات اللاعبين الذين كلفوا خزائن الأندية الملايين، سيبحثون عن دوري آخر خارج مصر ليلعبوا به كما فعل حسني عبد ربه الذي انتقل لاتحاد جدة.
وفى النهاية سيظل السؤال المهم: ماذا لو ألغيت مسابقة الدوري؟؟ فما مصير مئات اللاعبين الذين كلفوا خزائن الأندية ملايين الجنيهات؟ ومن الذي سيتحمل ملاين الجنيهات شهريا رواتب وعقود اللاعبين والمدربين والإداريين أم سيتم تسريحهم وإلغاء عقودهم؟
وما مصير عقود الرعاية التي أبرمتها الأندية مع الشركات، وأيضا ماهو مصير عقود البث الفضائي التي أبرمها الاتحاد السابق مع القنوات التلفزيونية؟
الأسئلة المعقدة يختتمها البعض بسؤال أكثر أهمية: من يضمن سلامة عناصر اللعبة من حدوث مكروه لا قدر الله إذا ما تواصل الانفلات الأمني؟