الثأر قنبلة موقوتة بين عائلات المنيا.. وقرى تنام وتستيقظ على نار تحت الرماد تنتظر من يشعلها

محافظة المنيا واحدة من المحافظات التى تضم مجموعة من أهم عائلات مصر حتى اليوم، ولكنها فى حالة كر وفر مع الظروف والمتغيرات نتيجة الأحداث التى تشهدها البلاد خاصة بعد ثورة 25 يناير حيث تحافظ هذه العائلات على مكانتها بين المواطنين.
ولكن رغم قوة العائلات وتأثيرها و"عزوة" كل عائلة على حدة إلا أن المنيا تتمتع أيضا بعدم وجود خصومات ثأرية مباشرة بين العائلات الكبيرة وإن حدث فيتم إدراكها من كبار العائلات والرموز لتعود الحياة إلى طبيعتها.
وتشهد المنيا حوادث ثأرية من وقت لآخر يروح ضحيتها مواطنون أبرياء، ومن أهم المناطق المشتعلة بالثأر قرية الدير بسمالوط والتى شهدت العديد من حوادث الثأر بين عائلتى عمرو وأبو زيد بسبب التنافس على منصب العمودية.
فالقرية تنام وتستيقظ على جرح غائر فى صدور أولاد عمرو منذ نحو 73 عامًا عندما سالت دماء أحدهم ولقى مصرعه متأثرًا بطعنة بسكين على يد أحد أقاربه من أولاد أبو زيد بسبب مزاح تطور لمشاجرة ووقتها ذهب والد القتيل إلى المحكمة وقال إن القتيل ابنه والقاتل ابن خاله أى ابنه أيضًا وإن المشاجرة كانت مزاحًا بينهما كشباب وطلب الأب براءة المتهم فقضت المحكمة بالسجن لمدة عام، لكن المتهم لم يحمل هذا الجميل وراح يستفز الطرف الثانى ويعايرهم بالقتل ويهدد بقتل آخرين ولم تفلح محاولات ضبط النفس حيث تجدد الثأر وانقض أولاد عمرو على اثنين من أبناء أبو زيد الذى زرع أول بذرة ثأر فى العائلة الواحدة.
ولقى كل من محمد مصطفى فتح الله 61 سنة، وشقيقه أدهم 22 سنة، مصرعهما كما أصيب أشقاء مصطفى أبو زيد وهما مؤمن 30 سنة وفتحية 23 سنة فكان الرد مقتل 2 من أولاد عمرو هما أمل شعبان محمد عمرو 17 سنة طالبة وشقيقها آدم 22 سنة وأصيب 4 آخرون.
وفى كل مرة تتدخل أجهزة الأمن وتلقى القبض على المتهمين فقد ألقت القبض على مصطفى فتح الله أبو زيد وشهرته النحاس 55 سنة، موظف، بينما لا يزال ابنه هاربًا.
وقال على عبد الوهاب من أبناء قرية الدير التى تشهد معارك الثأر "للأسف نحن لا نتحرك إلا بعد وقوع الكوارث فالقرية كلها تتوقع تجدد الثأر بين أولاد عمرو وأولاد أبو زيد وأبلغنا أجهزة الأمن أكثر من مرة بضرورة نزع السلاح غير المرخص من الطرفين خاصة أن المتهم فى الحادث الأول والأخير من أولاد أبو زيد كان يتربص بالطرف الآخر ويطلق الرصاص ليلاً من وقت لآخر لإرهابهم".
وأضاف محمود فاروق من أبناء القرية "إن المشاجرات تنشب من حين لآخر وفى المرة الأخيرة كانت بسبب التنافس على منصب عمدة القرية حيث إن أحد المرشحين للمنصب قام بدفع مبلغ من المال وتزويد المتهم مصطفى فتح الله بالسلاح ليرتكب الحادث حتى يتخلص من أولاد عمرو أقوى المنافسين على العمودية باعتبارهم عائلة العمدة".
وانتقد فاروق لجان فض المنازعات والمصالحات التى لا تقوم بدورها ووصف هذه اللجان بأنها تعمل بحسابات تجارية وأن المذبحة التى تشهدها القرية من حين لآخر كان يمكن تجنبها لو أن العقلاء تدخلوا وأجبروا المتهم فى حادثى الثأر الأول والأخير على الاعتذار لأولاد عمرو الذين هم أقاربه فى المقام الأول حيث توجد صلات نسب ومصاهرة بينهما.
كما تعتبر قرية نزلة شادي في سمالوط أيضًا مسرحًا لجرائم الثأر لاستمرار الصراع بين أفراد عائلة الأزهري وأبناء عمومتهم لأكثر من 25 عامًا.
كما شهدت بنى مزار جريمة من أبشع جرائم الثأر على مدار تاريخها عندما قام بقتل 25 مواطنًا واتهم بقتل 56 مواطنًا، بالإضافة إلى عشرات الاعتداءات على النساء والبلطجة بكافة أنواعها.
وبدأ عيد حياته خارجًا على القانون كلص ماشية فى قرى المنيا وبدأ تاريخه فى القتل عندما قتل شقيقين معًا وألقى بالجثتين فى بحر يوسف بعدها قتل أحد أصدقائه الذى اختلف معه وخوفًا من ثأر أهل القتيل قام عقب صلاة ظهر الجمعة ببنى مزار بفتح الرصاص من مدفعه الرشاش عليها ليقتل ويصيب 25 مواطنًا مرة واحدة دون أن يكون لمعظمهم أي مشكلة مع سفاح بنى مزار ولم يسقط السفاح إلا بعد حصار طويل فى الجبل رفض فيه الاستسلام ليلقى مصرعه على يد رجال الشرطة ليرحل سفاح بنى مزار نجم القتلة فى فترة ما.