أستاذ حديث: الإسلام يأمرنا بعدم "الغضب".. والاستعاذة والوضوء يصرفه

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أوصني قال: "لا تَغْضَبْ " فردّد مِراراً، قال: " لا تَغْضَبْ".
قال الدكتور أحمد بيومي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر في مناسبة هذا الحديث أن رجلاً أتي إلى النبي يسمي "جارية بن قدامة" فطلب منه أن ينصحه نصيحة جامعة موجزة ترشده إلى الخير وتبعده عن الشر وتنفعه في دنياه وآخرته، فأجابه إلى طلبه بكلمة واحدة من جوامع الكلم هي قوله: لاتغضب.
وتابع: وقد استقل الرجل كلمة لاتغضب ظناً منه أنها لاتحقق غرضه فكرر طلب الوصية مرة تانية وثالثة وكرر -صلى الله عليه وسلم- إجابته نفسها، ولم يزد عليها لأنه طبيب الأرواح عليم بما يداوي النفوس وقد أحس أن داء هذا الرجل كثرة غضبه وحدة ثورته، وأن مجاهدة نفسه في ترك الغضب وأسبابه هي دواؤه ودواء أمثاله.
وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حثنا علي مجاهدة النفس في ترك الغضب، لأن الغضب يخرج الغضبان عن صوابه، ولأن الغضب يدفعه إلى سوء التصرف في أقواله وأفعاله، ولأنه ينقلب شرًا على نفسه وأهله وماله ومن تأمل مفاسد الغضب وسوء عاقبته عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة النبوية الحكيمة من الدواء النافع.
وأشار إلى أن ما يستفاد من الحديث: أن ما يعيم المؤمن على قيادة نفسه من الغضب هو أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتوضأ أو يغتسل، وأن يغير الحال التي هو عليها فجلس إن كان قائماً ويضطجع إن كان جالسًا ويتذكر عاقبة الغضب ومضارة وشماتة الأعداء به وليذكر فضل الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأن جهاد النفس في تهذيب الغرائز ولاسيما غريزة الغضب يجعل الإنسان سيد نفسه مالكاً لزمامها يسوقها إلي الخير ويصرفها عن الشر فيحيا حياة طيبة كريمة.