"اللمبات الموفرة".. العالم ينقلب على "إديسون": دراسات عالمية تحذر من السرطان والعمى والصرع ومخاطره على الأطفال والحوامل

"اللمبات الموفرة".. العالم ينقلب على توماس إديسون
- "غير مصباحا تغير العالم" شعار أمريكا لفرض استخدام اللمبات الموفرة
- البرازيل وفنزويلا بدأتا الثورة على اللمبات الصفراء فى 2005
- العلماء يحذرون من السرطان والعمى والصرع.. ومن مخاطره على الأطفال والحوامل
- المنتجون يدافعون : لا مخاطر من الأشعة فوق البنفسجية والإشعاعات التى تخرج منها في الحدود التى تضمن حماية المستهلك
استخدمت حملة المشير عبد الفتاح السيسي المرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، لمبة موفرة للكهرباء في إحدي "بوسترات" الدعاية لمرشحهم في إشارة إلي أنها ستكون أبرز ملامح البرنامج الرئاسي للسيسي. وقد نشرت الحملة الرئاسية للسيسي صورة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تظهر لمبة موفرة مضيئة وسط لمبات عادية غير مضيئة و مكتوب على الصورة "قريبا".
وبالرغم من أن العديد من المنازل المصرية تستخدم هذه اللمبات بالفعل، إلا أن هذا الاختراع الذى قلب العالم، وقدم حلا مذهلا لمشاكل الطاقة، إلا أن مخاطره مازالت محل جدال بين الحكومات والعلماء فى مختلف المجالات.
نهاية اختراع إديسون
وبدأ تطبيق نظام حظر اللمبات المتوهجة "الصفراء" فى العالم منذ 2005 فى البرازيل وفنزويلا، ثم تبعتهما دول العالم شمالا وجنوبا، وفى الوقت الذى انقلبت فيه الحكومات على مصباح "توماس إديسون"، بدأ العلماء والباحثين والعشرات من الدراسات فى الولايات المتحدة وأوروبا فى التحذير من مخاطر اللمبات الفلورسنت. وبدأ الحديث عن التخلص التدريجي من اللمبات المتوهجة بسبب أزمة الطاقة التى تضرب دول العالم بشكل أو بأخر، وكان البديل هو استخدام اللمبات الذكية "الموفرة" للطاقة أو الفلورسنت (CFLs) أو "LED " . والسر وراء السعى الدولى لفرض تطبيق "اللمبات الموفرة" أنها أنه توفر 80% من الكهرباء، وأنها تعيش لفترة أطول. وقامت الحكومات حول العالم بتمرير إجراءات بمنع اللمبات المتوهجة وفتحت الطريق أمام بدائل اللمبات الموفرة للطاقة. وتقوم قواعد التخلص التدريجي من اللمبات المتوهجة على منع صناعة وإستيراد أو شراء المصابيح المتوهجة لاستخدامها فى الإضاءة، وتسمح هذه الإجراءات بشراء نسخ مستقبلية من اللمبات المتوهجة بشرط أن تكون موفرة للطاقة.
غير مصباحا تغير العالم
"غير مصباحا تغير العالم" أصبح شعار الولايات المتحدة منذ إصدار قانون الطاقة فى عهد جورج بوش عام 2007، من أجل محاولة إقناع الأمريكيين بالاستبدال التدريجي للمبات المتوهجة. وذكرت وزارة الطاقة الأمريكية إن "اللمبة الموفرة" تعتبر من وسائل توفير الطاقةحيث ستوفر 50% من استهلاك الكهرباء المستخدمة في الإضاءة، أي ما يساوي 250 مليار دولار بحلول 2030". وأطلقت الوزارة الأمريكية حملة لحث المواطنين علي ترشيد استهلاكهم الطاقة، وخصصت عددا من الخبراء ليجيبوا علي أسئلة المواطنين على موقعها. وفى بريطانيا، منعت الحكومة استخدام اللمبات 100 وات فى 2009، ثم حظرت لمبات 60 وات فى 2011 ثم حظرت كليا استخدام اللمبات القديمة فى 2012. وكان قرار الاتحاد الأوروبي يهدف إلى خفض انبعاثات الوقود والكربون. وبدأت البرازيل وفنزويلا فى التخلص التدريجي من اللمبات المتوهجة فى 2005، وبدأ الاتحاد الأوروبى وسويسرا واستراليا ذلك فى 2009، والصين فى 2012. وفي غضون ذلك، انتهجت دول أخرى فى تنفيذ معايير جديدة لاستخدام الطاقة أو تحديد مواعيد للتخلص من المصابيح المتوهجة وهي الأرجنتين وروسيا فى 2012، والولايات المتحدة وكندا والمكسيك وماليزيا وكوريا الجنوبية فى 2014.
مخاطر اللمبات "الموفرة"
وتتمثل الاعتراضات على تطبيق نظام "اللمبات الموفرة" فى ارتفاع تكاليف الاستبدال، واختلاف جودة الضوء الذى تقدمه اللمبات الموفرة مقابل اللمبات التقليدية بالإضافة إلى احتواء الفلورسنت على كميات من الزئبق السام والنيتروتوكسين الذى يسمم الجهاز العصبى، والتى تشكل أخطار خاصة بالنسبة للأطفال والحوامل. وتعمل اللمبات المتوهجة عبر تسخين الكهرباء لشعيرات داخل زجاجة ممتلئة بالغاز الخامل. وبدلا من الشعيرات المضيئة فى اللمبات التقليدية، فأن اللمبات الموفرة تتكون من غاز الأرجون وبخار الزئبق داخل أنبوب حلزونى، وعندما يبدأ تسخين الغاز تنتج الأشعة فوق البنفسجية، وهذا يحفز طلاء الفلوروسنت داخل الأنبوب لأن يمتص الطاقة ويبعث الضوء.
•السرطان
كشفت دراسة علمية حديثة أعدتها جامعة "ستوني بروك" الأمريكية عن أن اللمبات الكهربائية الموفرة للطاقة تطلق غازات كيميائية تسبب السرطان والعمى، وأن المواد المسرطنة تنبعث من اللمبات الموفرة في كل استعمال جديد لها على شكل بخار. وأشارت الدراسة إلى أن اللمبات الكهربائية الموفرة للطاقة تطلق غازات سامة تسبب السرطان لدى تشغيلها، وأن لسعتها أقوى من لسعة حرارة الشمس. وركزت على تأثير نور اللمبات الموفرة للطاقة، وأجرت اختبارا ميدانيا من خلال أخذ عينات من خلايا الجلد البشرى، ووضعها على مسافة بسيطة من اللمبات الموفرة للطاقة لمدة تصل إلى 4 أيام، واستنتجت أن أضواء الفلورسنت المدمجة في اللمبات الموفرة، التي انتشر استعمالها في المكاتب وأماكن العمل وفي المنازل تتسبب في تجاوز الجرعة اليومية للجسم من الأشعة فوق البنفسجية، في وقت أقل من 5 ساعات إذا كان الشخص يجلس تحت المصباح بمسافة قريبة. وحذرت الدراسة من أن لمبات توفير الكهرباء تنبعث منها مستويات مثيرة للقلق من الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من احتمالات تعرض الأفراد للإصابة بسرطان الجلد.
•العمى
كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية عن أن جون مارشال طبيب العيون البريطاني الشهير في أبرز الجامعات البريطانية أعرب عن شديد قلقه من التأثير الضار للمبات الموفرة، لدرجة أنه يخزن في بيته صناديق مكدسة بمصابيح الطراز القديم. وأشار مارشال إلى أن التعرض المستمر لموجات الأشعة فوق البنفسجية يضعف بشدة النظر ، ويسبب ضمور وإعتام لعدسة العين، وهو ما يسبب العمى".
•الذئبة
وتسبب اللمبات الموفرة مشكلة لمن يعانون من مرض الذئبة، والذى يعنى اضطراب المناعة مما يؤثر على الجلد والمفاصل وأعضاء الجسم والجهاز العصبى. وتشير دراسة أمريكية إلى أن ثلثى مرضى "الذئبة" يصبح لديهم حساسية من اللمبات الموفرة.
•الصداع النصفى والصرع
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن دراسة نشرت عام 2013 في مجلة «طب الأعصاب» أوضحت أن الضوء الضعيف يسبب الصداع النصفي، ولدى بعض الأشخاص يكون السبب في الإصابة بنوبات الصرع.
الدفاع عن اللمبات الموفرة
وبالرغم من كل هذه المخاطر التى كشف عنها العلماء والأطباء إلا أن كبريات شركات الإضاءة الأوروبية التى تنتج هذه النوع تدافع عنه قائلة إن "لا يوجد مخاطر من الأشعة فوق البنفسجية التى تنبعث من اللمبات الموفرة، وأن الإشعاعات التى تخرج منها في الحدود التى تضمن حماية المستهلك. ودافع متحدث باسم الاتحاد الأوروبى عن اللمبات الموفرة قائلا إن اللجنة العلمية بالاتحاد ووكالة حماية الصحة البريطانية أكدا أن استخدام لمبات الفلورسنت الموفرة لا تعرض المواطنين للخطر.