وكيل الاوقاف:الأصل في صلاة الجمعة أن تكون بالمسجد الجامع ..ويؤكد الصلاة لا تصح ولا تنعقد في الميادين العامة

وزارة الأوقاف تحذر من إقامة صلاة الجمعة بالميادين خارج المسجد لعدم خلط السياسة بالدين
توقف أئمة وتحيلهم للتحقيق لاتهامهم بالتحريض وعدم التزامهم بأسس العمل الدعوي
وكيل الأزهر يؤكد على المشاركة فى الانتخابات وعدم الإستجابة للمقاطعة
حذرت وزارة الأوقاف من إقامة صلاة الجمعة خارج نطاق المسجد في الميادين أو الأماكن العامة.
وأكدت - فى بيان لها اليوم السبت - أن المسجد الجامع هو المكان المخصص لأداء شعيرة الجمعة بالميادين العامة.
كما حذرت الوزارة من عواقب إقامة الجمعة بالميادين العامة لتوظيفها توظيفًها سياسيًا خاطئًا ، وتؤدي إلى خلط السياسة بالدين ، وطالبت الوزارة الجهات المعنية بالعمل على منع هذه الفوضى.
وأكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان أن الأصل في صلاة الجمعة أن تكون بالمسجد الجامع ، ولا تصح ولا تنعقد في الميادين العامة ما لم تكن هناك ضرورة ، وبإذن من ولي الأمر أو من يفوضه ، والسلطة المفوضة في مصر بشأن إقامة شعائر صلاة الجمعة هي وزارة الأوقاف.
كان أحد الميادين العامة قد شهد إقامة صلاة جمعة أمس ، وتم استغلال الصلاة بشكل لا يتفق والهدف منها.
وقرر مدير مديرية أوقاف الجيزة الشيخ عبدالناصر نسيم عطيان، إيقاف الشيخ خالد أحمد مطر إمام وخطيب مسجد أبو خفاجي التابع لإدارة أوقاف أطفيح عن إلقاء الخطب والدروس، مع نقله إلى مقر الإدارة التابع لها لحين انتهاء التحقيقات معه فيما هو منسوب إليه من تحريض ضد الجيش والشرطة.
كما تقرر إيقاف الشيخ عمرو محمد عبدالعزيز البنا إمام وخطيب مسجد الفتح بأرض المطار حي إمبابة إدارة شمال الجيزة أيضا عن إلقاء الخطب والدروس مع نقله لمقر إدارة شمال لحين الانتهاء من التحقيقات معه في تجاوزه أثناء خطبة الجمعة وتحريض المصلين وإثارتهم لما يضر بأمن الوطن، والتعاطف مع جماعة إرهابية ما أثار الجمهور وأحدث اضطرابات بين المصلين.
وفي السياق ذاته، قرر مدير مديرية أوقاف القاهرة الشيخ جابر طايع، إحالة إمام مسجد علي سهل بالباطنية الشيخ محمد أمين للتحقيق لتقاعسه عن أداء خطبة الجمعة الموحدة ، وتمكينه الدكتور محمود توفيق علي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف من أداء خطبة الجمعة دون إذن مسبق من مدير المديرية، ما تسبب في حدوث بلبلة بين جماهير المسجد.
كما قرر طايع وقف خطيب المكافأة بمسجد الرحمن بشارع الملك الصالح بشبرا وسحب ترخيصه، لعدم التزامه بتوجيهات الوزارة بشأن خطبة الجمعة، وخروجه عما يجب أن يتحلى به العلماء والخطباء من سلوكيات وأخلاق.
وأكدت وزارة الأوقاف -في بيان اليوم السبت- أن تلك القرارت تأتي في إطار ضبط العمل الدعوي بالمساجد، والعمل الجاد على عدم إثارة الفتن والقلاقل بها، وناشدت أبناءها المخلصين من الأئمة والخطباء توخي الحذر والدقة وأمانة الكلمة والبعد بالمنابر عما يثير الفتن في هذا الوقت الدقيق ، مشددة على أنه لا تراجع عن معاقبة كل من يخرج عن واجبات عمله الدعوي والوظيفي.
وحول ما نشر يوم الأربعاء الماضي على بعض المواقع الإلكترونية عن قيام محفظة قرآن بمسجد عبدالعال التابع لإدارة أوقاف إبشواي بالفيوم بطرد طفلتين ونهرهما لتصريحهما لها بأنهما تؤيدان السيسي في انتخابات الرئاسة ، أوضحت الوزارة أن المسجد يجري العمل لتجديده، ولم تنته أعمال التشطيبات النهائية، وأن المحفظة صاحبة الواقعة ليست من المنتمين إلى وزارة الأوقاف، وغير مصرح لها بالعمل، وتم أخذ تعهد على القائم بأعمال البناء بالمسجد بعدم تمكين أحد من المسجد أو ملحقاته لحين استلامه بمعرفة الأوقاف.
وأكد بيان الوزارة أن لجان المتابعة تعمل طوال الوقت لضبط جميع شئون الوزارة العلمية والمالية والإدارية ، وأنها لن تسمح لغير أبنائها باختراق مساجدها أو المساس بالأمن الفكري للمجتمع الذي، وتؤدي واجبها في العمل على حمايته وتحصينه من جميع الأفكار الضالة والمنحرفة والمتشددة والمتطرفة.
وكانت الوزارة قد حظرت فى وقت سابق إقامة صلاة الجمعة في الميادين العامة خارج الجوامع لعدم استغلال الخطبة سياسيا.
طالب الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أئمة وعلماء الأزهر والأوقاف على مستوى الجمهورية بتبصير المواطنين بضرورة الخروج والمشاركة فى الإنتخابات الرئاسية المقبلة دون الدعوة لمرشح بعينه بل المشاركة الإيجابية وفق ما تقر به الشريعة الإسلامية ، منتقدين دعاوى مقاطعة الإنتخابات مؤكدين عدم وجود أصل لها فى الشرع.
جاء ذلك خلال اللقاء الموسع لوكيل مشيخة الأزهر ووزير الأوقاف اليوم مع العلماء والدعاة والأئمة بمحافظة سوهاج وذلك عقب افتتاح مقر بيت العائلة بمبنى المنطقة الأزهرية بمدينة سوهاج بحضور المحافظ اللواء محمود عتيق وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.
وقال وكيل مشيخة الأزهر الشريف أن دورنا يتوقف فقط عند دعوة الناس إلى الخروج إلى الإنتخابات والتعبير عن رأيهم والمشاركة الإيجابية لافتا الى انه ليس لنا مرشح ندعو له .. محذرا الدعاة والمواطنين من الفتاوى الباطلة والضالة التى تدعو إلى عدم المشاركة فى الإنتخابات، قائلا " هذه الفتاوى لا تستند إلى أصل يعرفه من يعملون فى مجال الفقه ووصفها بأنها فتاوى سياسية بامتياز تصدر حسب الهوى وإذا تلونت الفتاوى فقدت مصداقيتها وفقد صاحبها الثقة به.
وانتقد شومان الدعوات التى تطلقها الجماعات التكفيرية والإرهابية المتشددة للجهاد فى مصر ..مستنكرا الدعوة إلى الجهاد فى بلد إسلامى جميع من يقيمون على أرضه من المسلمين وأهل الكتاب الذين هم دمائهم وأموالهم مصونة بإجماع علماء المسلمين.
وطالب شومان الأئمة والدعاة بأن يكونوا معولا للبناء لا للهدم وأداة لتوحيد وتجميع الصف المصرى والوطنى لأن الدولة فى حاجه ماسة إلى هذا الجهد فى هذا الإتجاه معتبرا ذلك أمانة سيسأل عنها الدعاة والأئمة أمام الله يوم القيامة.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعملان معا على قلب رجل واحد لمصلحة الدين والوطن ويحملان منهجا وسطيا سمحا ويسيرا .. مؤكدا أن الفقه عند أهل العلم هو التيسير ولم يقل أحد من أهل الفقه فى القديم أو الحديث أن الفقه هو التشدد ، لا بدليل أو بغير دليل ، فالدين يسر وما خير رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ما بين أمرين إلا إختار أيسرهما.
وأكد على ضرورة بذل أقصى جهد لكشف تزييف المنحرفين والمتشددين وعدم تمكينهم من اعتلاء المنابر أو التحدث باسم الإسلام ..مشددا على قصر العمل بالخطابة على أبناء الأزهر قلبا وقالبا وشكلا ومضمونا وعدم السماح لمن تبنى اتجاه غير الفكر الوسطى الأزهرى أن يعتلى المنابر فشرط اعتلاء المنابر للخطيب أن يكون أزهريا وسطيا يفهم دينه فهما صحيحا ولم يغرر به.
وقال وزير الاوقاف " نحن نحتاج بعد ثورتين عظميين إلى بناء منظومتين قويتين ، الأولى " إقتصادية " من خلال الدعوة للعمل والإنتاج ، والثانية " أخلاقية " تقوم على الأخلاق والقيم مؤكدا أن الحضارة بلا أخلاق لا قيمة لها وكل الحضارات التى قامت على الجانب المادى فقط كانت تحمل عوامل سقوطها قبل قيامها.