قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأخذ بأيسر الأمرين.. من صفات رسول الله


"عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا" (رواه البخارى فى كتاب المناقب)
تُحدثنا السيدة عائشة (رضى الله عنها) عن بعض صفات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهى أنه كان دائماً يأخذ باليُسر فى حياته إذا ماخُيّر بين أمرين من أمور الدنيا وهذا فى حالة إن لم يكن هذا الأمر فيه إثم وأنه (صلى الله عليه وسلم) لم يكن ينتقم لنفسه ولكن كان ينتقم دائماً لله تعالى.
وهذا الحديث معناه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا خُيّر بين أمرين من أمور الدنيا كان دائماً يختار أسهلها وأيسرها إن لم يكن الأيسر منهم يؤدى إلى الإثم فإن كان الأيسر إثماً فكان رسول الله أبعد الناس منه وذلك مِثْل التخيير بين المجاهدة فى العبادة والإقتصاد فيها فإن المجاهدة إن كانت تؤدى إلى الهلاك لاتجوز ، وأيضاً كالتخيير بين أن يفتح عليه من كنوز الأرض مايخشى من الأشتغال به ان لايتفرغ للعبادة وبين أن لايؤتيه من الدنيا إلا الكفاف وإن كان السعة اسهل منه.
والإثم المقصود به هنا فى هذا الحديث هو أمر نسبى وليس معناه الخطيئة لثبوت العصمة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد كان لاينتقم لنفسه قط والنماذج كثيرة فى عفوه عن الناس إذا كان الأمر يتعلق به مثلما عفا عن الرجل الذى جذبه بردائه حتى أثّر فى كتفه الشريف ولكن إذا انتهكت حرمة الله تعالى فينتقم رسول الله لله تعالى لا لنفسه وذلك مِثلما أمر الرسول بقتل عبد الله بن خطل وعقبة ابن أبى معيط وغيرهما ممن كان يؤذيه (صلى الله عليه وسلم)لأنهم مع ذلك كانوا ينتهكون حرمات الله تعالى.
وهذا الحديث يرشدنا إلى أنه يجوز للمسلم إذا خير بين أمرين من أمور الدنيا أن يأخذ أيسرهما عليه شريطة أن يكون هذا الأيسر ليس إثماً أومعصية فإذا كان كذلك فلا يأخذ به، وأن المسلم الحق هو الذى يغضب من أجل الله تعالى وليس من أجل نفسه وينتقم فى حالة إذا ما أنتهكت حرمة من حرمات الله تعالى فإن الأنتقام لله أولى من الإنتقام لأنفسنا .