بالصور.. مسجد"حسن باشا"بناه الأخوان"طاهر"في بركة الفيل..طرازه عثمانى وطابعه مملوكى..وأرضه مكسوة بالرخام الملون

يأتي مسجد حسن باشا طاهر ببركة الفيل في السيدة زينب كواحد من المساجد الأثرية الجميلة ويحمل رقم210 ضمن الآثار الإسلامية,أنشأه حسن باشا طاهر وأخوه عابدين بك طاهر إلى جوار القبة الضريحية التي بنياها فوق ضريح أخيهما محمد باشا طاهر، وألحقا بالجامع سبيلا وكُتاباً,وانتهى بناء هذه المجموعة المعماريّة سنة 1809 م (1224هـ). ومحمد طاهر باشا كان قائداً للجنود الألبان أثناء ولاية خسرو باشا.
واتفق طاهر باشا مع محمد على ضد خسرو حتى هرب من القاهرة الى دمياط. وفي مايو سنة 1803 عُين طاهر باشا قائم مقام والى مصر ولكن جنوده ثاروا عليه بعد أيام من توليته وقتلوه في آخر مايو من نفس السنة ودفنوه في قبة عند بركة الفيل. وفي سنة 1809م وبعد ست سنوات من مقتلة أعاد أخواه حسن باشا وعابدين بك بناء القبة وشيّدا الى جانبها الجامع والسبيل.
بُنى الجامع بالحجر، وأعمدته من الرخام وسقفه خشب. يتكون الجامع من مبنى مستطيل الى جوار القبة الضريحية في واجهته الغربية المدخل الرئيسي والمئذنة والسبيل والكتاب يتكون المدخل من عقد مدائني ثلاثي الفصوص. نقش على عتب الباب الخارجي النص التأسيسي للجامع ويُقرأ :" أنشأ هذا المسجد المبارك من فضل الله سبحانه وتعالى أفندينا حسن باشا طاهر والأمير عيدين بيك طاهر غفر الله لهم في سنة اربع وعشرين ومائتين والف. "
وعلى الباب الداخلي سُجّل تاريخ الانتهاء من البناء ويقرأ النص :" كان الفراغ من بنائه ونشوه في شهر ذى الحجة المبارك من شهور سنة اربع وعشرين ومائتين والف من الهجرة الشريفة النبوية",وصحن الجامع بعضه مسقوف، وأرضه مكسوة بالرخام الملون. ويتوسط الجامع حوض للوضوء. يشتمل الجامع على ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة يقسمها بائكتان كل منهما تحتوى على أربعة عقود مُدَببة ترتكز على ثلاثة أعمدة من الرخام. يتوسط حائط القبلة محراب مجوف من الحجر تعلوه قبة صغيرة . الى جوار المحراب منبر من الخشب الخرط
وفي الطرف الشمالي الغربي للجامع دِكّة المُبلِّغ محمولة على الجدار من ناحية وعلى عمود من الرخام من ناحية وعلى عمود من الرخام من ناحية ساحة الصلاة. سقف المسجد منقوش بزخارف ملونة، وهو محمول على ستة أعمدة رخامية وبوسطه منور، ويحلى حوائطه من أعلى شبابيك من الجص المفرغ المملوء بالزجاج الملون. وهذا المسجد وإن كان قد بنى فى عصر ساد فيه الطراز العثمانى إلا أنه غلب على بعض أجزائه الطابع المملوكى، ونجد ذلك واضحا فى منارته التى اقتبست الكثير من عناصرها من الطراز المملوكى.
وإلى يمين المدخل تقوم القبة وهى منفصلة عن المسجد، ويحلى سطحها خطوط بارزة، وترتكز على قاعدة مدرجة الأركان، ووجهتها السفلية تحليها زخارف وجفوت ومقرنصات مدقوقة فى الحجر، وعلى يسار الداخل باب يؤدى إلى داخلها وإلى يمينه باب يؤدى إلى المسجد
في الطرف الشرقي للواجهة توجد مئذنة الجامع وهي رشيقة مبنية من الحجر يغلب عليها طابع المآذن المملوكية خالفت طراز المآذن العثمانية الاسطوانية ذات القممة المدببة . تتكون المئذنة من ثلاثة طوابق الأول والثاني كل منهما على شكل مثمن، والثالث اسطواني مستدير فوقه خوذة، وبين الطوابق الثلاث حَطات من المقرنصات الصغيرة والدلايات,وذكر على مبارك في الخطط الجامع بأن الجامع مبنى من الحجر واعمدته من الرخام وسقفه خشب بصنعة بلدينة، وفيه منبر عظيم ودكة، وله صحن مسقوف بعضه، وارضه مفروشة بالحجر، وفي وسطه حنفية عليها قبة، وأضاف أن به جنينه (حديقة) لطيفة تسقى من ساقية المطهرة. وله عقارات بجوارة موقوفة عليه وشعائره مقامة من إيرادها بنظام تام تحت نظر سليم بك فوزي بن اسماعيل بك فوزي.
وفي الجانب الأيسر من الجامع توجد القبة الضريحية التي دُفن فيها محمد طاهر باشا وغيره وهي غرفة مربعة تغطيها قبة كبيرة. ودفن في نفس المقبرة مع محمد طاهر باشا الأمير يوسف بك طاهر وله شاهد قبر يسجل تاريخ وفاته فــي شعبان سنـة 1223هـ(1808م) وتوجد بالقبة مقبرة اخرى تضم رفات ابراهيم بك ابن أمير اللواء طالب بك المتوفى في جمادى الثاني سنة 1229 هـ (1813م)
وملحق بالجامع سبيل وكتَّاب على يمين الباب الرئيسي، وألحق بالجهة الشمالية مُصَلىّ به محراب والسقف يرتكز على عمود من الرخام. حتى يضمن حسن باشا طاهر أن تظل شعائر الصّلاة مقامة في الجامع على الدوام أنشأ في مواجهته عمارة من عدة طوابق أوقف ريعها للصّرف منه على الجامع. الجامع كائن بشارع بركة الفيل بالسّيدة زينب.