"مجلة ذا ويك": إسرائيل أمامها خياران "إبادة الفلسطينيين أو إقامة سلام"

نشرت مجلة (ذا ويك) الأمريكية مقالا للكاتبة إيميلي هوسر تساءلت فيه عن حقيقة ما تريده إسرائيل مع الفلسطينيين.
ورصدت هوسر مستهل خطة كان نائب الليكود المتطرف موشيه فيجلين طرحها الأسبوع الماضي أمام الكنيست تستهدف تحقيق الهدوء في غزة، قائلا "تحذير واحد من رئيس وزراء إسرائيل إلى شعب الأعداء، يعلن خلاله اعتزام إسرائيل الهجوم على أهداف عسكرية في منطقتهم، وإذ ذاك يحث هؤلاء من غير المعنيين ومَن لا يرغبون في التعرض لأذى بالمغادرة الفورية للقطاع.. سيناء ليست بعيدة عن غزة ويمكنهم المغادرة.. هذا سيمثل حدّ إسرائيل على صعيد الجهود الإنسانية.. ويمكن أن تستسلم حماس دونما شروط وتحول دون تنفيذ هذا الهجوم..".
وأوضحت هوسر كيف أغفل فيجلين في هذه القطعة الاستهلالية من خطته أي اعتبار للدروع البشرية، وللحصار الكلي المفروض على غزة.
ورصدت هوسر اختتام فيجلين المتطرف لخطته المنشورة على موقع "أروتز شيفا" الإسرائيلي بالقول "غزة جزء من [الأرض اليهودية] وسنبقى هنا للأبد... وبعد اجتثاث الإرهاب من غزة، سيضحي القطاع جزءا واقعا تحت سيادة إسرائيل وسيقطنه يهود".
ورأت هوسر أن فيجلين في هذه القطعة الختامية يقف على حافة الإبادة الجماعية، مفرّقا بين الفلسطينيين الذين تخلوا عن حقهم في تقرير مصيرهم والذود عن أنفسهم، والفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الأجنبي لبلادهم.
ونبّهت الكاتبة الأمريكية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية إلى أن صوت فيجلين وإن كان لا يُمثل كافة الأصوات الإسرائيلية، إلا أنه أحد أصوات جوقة إسرائيلية ليست باليسيرة، مشيرة إلى دعوة إبن رئيس الوزراء الراحل آرييل شارون في نوفمبر 2012، بتسوية غزة بالأرض لأن أهلها ليسوا أبرياء إذ انتخبوا حركة حماس لقيادتهم.. وأشارت أيضا في هذا السياق إلى دعوة صحيفة "إسرائيل هيوم" الرائجة، التي يمولها الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون أديلسون، بإعادة غزة للعصر الحجري، وغيره من تلك الأصوات والدعوات الإبادية.
ورأت صاحبة المقال أن خطة فيجلين ودعوات هؤلاء صائبة إذا ما كان هدف إسرائيل هو القضاء على شأفة القومية الفلسطينية والمقاومة.
وقالت هوسر إن الفلسطينيين ما فتئوا يحلمون بدولتهم، وها هي "إدارة" الصراع قد باءت بالفشل؛ هذه هي المرة الرابعة في غضون ثماني سنوات التي تهاجم فيها إسرائيل غزة لاستئصال خطر حماس، وهي رغبة إسرائيلية مُعلنة منذ عشرين عاما...على أن الاحتلال العسكري للضفة الغربية أيضا يجد مقاومة بعضها عنيفة وبعضها غير ذلك.
وأكدت هوسر "إذا كانت إسرائيل تستهدف بحقّ التخلص من أي معارضة فلسطينية ممكنة، فإن الإبادة هي الطريق الوحيد".
وتابعت الكاتبة "أما إذا كان هدف إسرائيل أكثر اعتدالا وتركيزا على السلام بدلا من الأمن، فإن خطة فيجلين لا تزال مُمكنة الاستخدام.. وبالطبع لا يمكن حصر العملية على قطاع غزة، لكن إخلاء الضفة من أي مقاومة فلسطينية سيكون أمرا صعبا بسبب تواجد مئات الآلاف من المستوطنين، أم أن هؤلاء يمكن أن ينتقلوا للإقامة مؤقتا مع أصدقائهم وذويهم داخل الخط الأخضر؟ هذا سؤال يجب أن نطرحه على عضو الكنيست فيجلين صاحب الخطة.. ومع مزيد من التفاني، سيتسنى لإسرائيل في نهاية الأمر التخلص نهائيا من أي خطر فلسطيني على الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط".
وتساءلت هوسر: "ماذا لو انتهجت إسرائيل هذا النهج؟ هل تظل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية، مكتوفة الأيدي؟"
وقالت إن ما يثير فضولها على وجه التحديد هو ردّ فعل مصر حال دخول 7ر1 مليون فلسطيني غزاوي إلى سيناء، بحسب خطة فيجلين..
ورأت هوسر أن خطة فيجلين هذه من شأنها أن تجلب دمار دولة إسرائيل بدلا من تحقيق الأمن للإسرائيليين من التهديدات الفلسطينية.. "حقيقة، ما أصعب السيطرة على عنف واسع النطاق متى ما اندلع هذا العنف".
وانتقلت صاحبة المقال إلى الحديث عن الخيار الآخر، قائلة أمّا إذا كان هدف إسرائيل النهائي هو السلام والأمن، فثمة بالطبع خيار آخر - المفاوضات..إن وضع نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يخرج عن هذين الخيارين: الإبادة أو السلام.
وأومأت هوسر إلى أنه لم يحدث مطلقا أن اعترف الطرفان بجدية حقيقية باحتياجات ومطالب أحدهما الآخر.. إن هذا الطريق لم يسر فيه أي من الطرفين مطلقا... كل الجهود السابقة كانت حول إدارة الصراع ولم تتطرق أبدا إلى تحقيق الكرامة والعدل لأي من الطرفين.
وعن حل الدولة الواحدة، تساءلت الكاتبة عن مدى إمكانية أن يقف غدا طرفان يتقاتلان اليوم، احتراما لنشيد وطني واحد يجمعهما معا؟
وعن حل الدولتين، نوهت هوسر إلى أنه بينما قضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السنوات الأخيرة يردد كلمات تُصرّ عليها أمريكا عن حل الدولتين وتحقيق السلام، فإنه يفعل كل ما في وسعه لجعل هذا السلام مستحيلا .. حتى كان الحادي عشر من يوليو الجاري عندما أزال نتياهو القناع قائلا "لن يكون هناك وضع، بموجب أي اتفاقية، نتخلى فيه عن السيطرة الأمنية على الأرض الواقعة غرب نهر الأردن".
واختتمت هوسر بالقول "إن موقف الساسة في إسرائيل أمثال فيجلين وسواه يفتقر إلى صفة غاية في الأهمية فيما يتعلق بمستقبل المنطقة، هذه الصفة هي "الإخلاص".