ليلةٌ ثقيلة عاشها ركاب القطار رقم 990 المتجه من القاهرة إلى سوهاج، بعدما خرجت عرباته عن القضبان قبل لحظات من دخوله محطة سوهاج، في مشهدٍ حبَس أنفاس الجميع.
لم يكن في العربة صوتٌ سوى صرخات النساء وبكاء الأطفال، وارتجاف الركاب الذين ظنوا أن النهاية قد اقتربت. ومن داخل العربة التي مالت عن مسارها، تحدث الراكب محمد مجدي، وهو لا يزال تحت تأثير الصدمة، قائلًا:
"كنت راكب القطار وعشت لحظة صعبة أوي، القطار اتقلب بينا ومش قادر أنسى الناس الكبيرة اللي كانت قاعدة بتعيط، فوق الـ70 سنة، وست كبيرة أُغمي عليها من الخوف، وأنا جسمي كان بيرتعش ومش عارف أعمل إيه، كل الناس نزلت على رجليها تمشي لحد المحطة".
مشهد النساء المتشبثات بحقائبهن، والأطفال المحتضنين لأمهاتهم، سيظل محفورًا في ذاكرة كل من كان على متن القطار تلك الليلة. لحظات مرت كأنها الدهر، وعيون تملؤها الدموع والرهبة من المجهول.
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة إلى أن اللواء الدكتور حسن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، تلقى إخطارًا من مأمور قسم شرطة محطة سكك حديد سوهاج، يفيد بانحراف عربتين من القطار رقم 990 عن القضبان قبل دخوله الرصيف الرئيسي بالمحطة، ما أثار حالة من الفزع بين الركاب.
وانتقلت قوات الحماية المدنية وهيئة السكة الحديد بسرعة إلى موقع الحادث لفصل العربات المتضررة وتأمين الركاب، دون وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية، فيما تم تشكيل لجنة فنية عاجلة لمعرفة سبب خروج العربات عن القضبان.