"وول ستريت جورنال": الولايات المتحدة تدرس شن مهمة عسكرية في العراق لإنقاذ الإيزيديين

كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن أن الولايات المتحدة تدرس القيام بمهمة عسكرية في العراق لإنقاذ الآلاف من أبناء الأقلية الإيزيدية في شمال غرب البلاد.
واعتبرت الصحيفة ذلك، في حالة حدوثه، خطوة ربما تضع القوات الأمريكية في مواجهة مباشرة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وذكرت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني ، اليوم الأربعاء، - أن الاقتراح الخاص بهذا الشأن لا يزال قيد البحث، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يصدق عليه بعد، فيما رأى مسئولون أمريكيون أن هذه المهمة تعد واحدة من بين عدة خيارات يدرسها الجيش الأمريكي عقب إمداد اللاجئين من الطائفة الإيزيدية بالغذاء والمياه بعد أن أصبحوا يموتون يوميا على مدار الأيام الستة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سعت خلال الأسبوع الماضي لوقف تقدم داعش في مدينة "أربيل" الكردية، بجانب تخفيف معاناة الإيزيديين الذين أصبحوا محاصرين من قبل المقاتلين في منطقة جبلية جرداء، وذلك من خلال شن حملة من الضربات الجوية وإمداد هؤلاء اللاجئين بالمساعدات اللازمة.
وقالت الصحيفة "إن مهمة الانقاذ المقترحة قد تعرض القوات الأمريكية لنيران مقاتلي (داعش ) بطريقة مباشرة، وهي المغامرة التي ربما يرفضها أوباما".
وأوضحت أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" واصلت يوم أمس وضع الأساس للبدء في عملية الإنقاذ من خلال ارسال 130 مستشارا عسكريا آخرين إلى شمال العراق للإشراف على وضع الخيارات التي ربما يقدمها البنتاجون للرئيس.
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية أنها أرسلت عدة طائرات نقل هليكوبتر من طراز "شينوك" إلى المنطقة، وهي خطوة من شأنها تقديم يد المساعدة لإنقاذ اللاجئين الإيزيديين الذين يكافحون من أجل البقاء في منطقتهم الجبلية /حسب تعبير الصحيفة/.
ونسبت (وول ستريت جورنال) إلى مسئولين أمريكيين، رفضوا ذكر أسمائهم، قولهم " إن الرئيس أوباما لطالما أكد أن الحملة الجوية لجيشه في العراق ستكون محدودة في نطاقها، إن لم تكن في مدتها، غير أنه في الوقت ذاته، فتحت واشنطن الباب على مصراعيه أمام إرسال المزيد من الدعم للحكومة العراقية إذا نجحت في إعلان تشكيلها الجديد، وذلك تزامنا مع إمداد القوات الكردية بالأسلحة والعتاد اللازمة بصورة مباشرة لقتال داعش.
وأكدت الصحيفة أن أي عملية انقاذ لن تتم قبل أن يحصل الجيش الأمريكي على معلومات مؤكدة حول مدى النطاق الحقيقي للأزمة؛ حيث يجهل العديد من المسئولين الأمريكيين العدد الحقيقي للاجئين المحاصرين في الجبال، فهناك تقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح ما بين عدة آلاف وما يقرب من 35 ألف لاجئ.
وفي هذا، قال مسئول"إن أي عملية يرتبط تنفيذها بالجبال تحمل في طياتها عدة تحديات، فسواء كانت عملية برية أم جوية، فإن كليهما يحمل العديد من المخاطر".
يشار إلى أن المروحيات الأمريكية تقوم منذ يوم الخميس الماضي بإسقاط أطنان من الغذاء والمياه على الآلاف من الإيزيديين الذين تم اجبارهم على صعود الجبال هربا من مقاتلي (داعش) ، فيما انضمت المملكة المتحدة لهذه الجهود ويُنتظر أن تلحق بهم استراليا خلال الأيام القادمة.
وفيما يخص الجيش العراقي، فقد انضم (حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية) إلى هذه الجهود من خلال نشر المروحيات لإسقاط كميات صغيرة من المياه، محاولا انقاذ العشرات من اللاجئين المحاصرين.
وأشارت الصحيفة لسقوط طائرة كانت محملة باللاجئين بينما كانت تحاول مغادرة جبل سنجار؛ مما أدى إلى مقتل قائدها واصابة العديد، فيما أرجع الجنرال قاسم عطا، المتحدث باسم الجيش العراقي، الحادث إلى حدوث مشكلة فنية.
وقالت إن ارسال القوات الأمريكية في مهمة انقاذ في شمال العراق قد يزيد من المخاطر التي تحدق بالأمريكيين، والتي لا تزال محدودة حتى الآن، فطائرات النقل الأمريكية اتمت حتى الآن جميع مهمات إسقاط المساعدات من دون أن تواجه مخاطر حقيقية من جانب مقاتلي (داعش).