"رحيل البابا".. هل يتسبب في خلافات بين الأقباط؟..لمعي:ظهور المشكلات بعد رحيل البابا متوقع..وبسيط:حدوث خلافات أمر مستحيل

رحيل البابا شنودة الثالث بعد أربعين عاماً على كرسي الباباوية.. الحدث الجلل الذي هزّ مصر في ليلة 18 مارس 2012، هل سيتسبب في الخلافات بين أقباط مصر بعد رحيل الرجل الذي تعامل بالحكمة طوال فترة جلوسه على رأس الكنيسة الأرثوذوكسية.
من جانبه أكد الدكتور إكرام لمعي، القس والمفكر القبطي والعميد السابق لكلية اللاهوت، أن ظهور المشكلات بعد وفاة البابا شنودة الثالث أمر متوقع ولكن على مدى بعيد وليس الآن.
وأوضح أن البابا كان شخصية استثنائية اثرت في الكنيسة على مدار 40 سنة ورحيله لا بد أن يأتي في إثره مشكلات، خاصة بشأن انتخابات البابا الجديد، متمنياً أن تتجاوزها قيادات الكنيسة بالنضوج والتجرّد والارتفاع لمستوى الحدث.
كما أكّد أن حركة العلمانيين التي ظهرت مؤخرًا والتي كان يرفضها البابا شنودة يمكن أن تأخذ الآن وضعًا آخر وتتسبب في ظهور مشكلات وانقسامات بين الأقباط، لا سيّما أن هيبة البابا كانت قادرة على اسكات هؤلاء، والآن وقد رحل البابا، فإن احتمال ظهور المشكلات أصبح كبيرًا.
وأضاف "لمعي" أن الشباب المسيحيين المؤيدين للثورة هم أيضاً قد يكونون سبباً في وقوع مشكلات، لا سيما أن البابا وبرغم تأييده لهم، فإنهم كان لهم موقف منهم بسبب صداقته للرئيس السابق مبارك وهو جانب العلاقات الإنسانية الذي لا يعيه الشباب.
وأكد أن سوء الفهم وعدم التفاهم معاً قد يتسببان في حدوث المشكلات بعد رحيل البابا شنودة الثالث.
استبعد القس عبدالمسيح بسيط، راعي كنيسة العذراء بمسطرد ومدير معهد دراسات الكتاب المقدّس بشبرا الخيمة، حدوث خلافات بين الأقباط بعد رحيل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، واصفًا هذا الأمر بالمستبعد والمستحيل إلى أبعد الحدود.
وأكّد بسيط لـ"صدى البلد" أن الخلافات لن تجد ضالتها بين الأقباط طالما ان نقطة الخلاف الوحيدة المتمثلة في اختيار البابا الجديد جاءت كلها منظمة ومرتبة خطوة بخطوة ضمن لائحة الأقباط الأرثوذوكس الصادرة عام 1938، مشدّداً على أنه لا يوجد مبرر واحد بعد ذلك للانقسامات بين الاختيار بمجرد اختيار البابا الجديد حسب القواعد المنظمة لذلك.
وقال بسيط إن قداسة البابا من الشخصيات التاريخية ذات الكاريزما التي لا تتكرر إلا كل عشرات السنين، مشيراً إلى أنه مشفق على من سيأتي بعده لأن المقارنة ستظلمالبطريرك الجديد أيّاً من كان.
أكّد الأستاذ ممدوح نخلة، الناشط القبطي ورئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، أنه لا توجد سابقة في التاريخ اختلف فيها الأقباط أو نشبت بينهم النزاعات بعد وفاة البابا مستبعداً حدوث اي مشكلات او انقسامات في الوقت الحالي.
وقال "إن البابا شنودة الثالث ليس أول بابا يفارق الحياة في التاريخ لتحدث بعده المشكلات" لافتاً الى أن هناك 117 بابًا للكنيسة سبقوه إلى نفس المصير، وتماسك من بعدهم المجتمع القبطي.
وأكد أن طقوس الكنيسة وقواعدها قديمة وعتيقة وشديدة الصرامة بما لا يسمح بانقسامات تحت أي ظرف مهما كان.
كما أشار إلى أن منصب البابا وقضية من يشغله بعد رحيل البابا شنودة لن تسبب مشكلة على الإطلاق نظرًا لأنه منصب ديني وليس سياسيًا ومحددًا بقواعد لا يمكن اختراقها.