استقالة رئيس اتحاد الأتراك الأوروبيين الديمقراطيين في النمسا

أعلن رئيس "اتحاد الأتراك الأوروبيين الديمقراطيين" في النمسا، عبد الرحمن كراياتسيلي، عن استقالته من منصبه كرئيس عام للاتحاد، مرجعا السبب الرئيسي إلى رغبته في التفرغ لشئونه الخاصة، نافيا في المقابل إقالته عقب الزيارة، التي قام بها نائب رئيس وزراء تركيا، نورمان كورتلموس، إلى العاصمة فيينا.
وكان كورتلموس، نائب رئيس الحكومة التركية، قد قام بزيارة سريعة إلى فيينا قبل يومين، التقى خلالها بوزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس المسئول عن ملف الاندماج، للتباحث معه حول التعديلات الحكومية المزمع إدخالها على "قانون الإسلام"، وهى التعديلات التي ستؤدي إلى وقف عمل 65 واعظ دين تركيا في النمسا يتلقون رواتبهم من تركيا ومنع التمويل الخارجي عن الروابط الدينية في النمسا.
وقد أرجعت صحف النمسا السبب وراء استقالة رئيس الاتحاد إلى إخفاقه في حشد المواطنين الأتراك والأتراك النمساويين وحثهم على المشاركة بشكل قوي في الانتخابات الرئاسية التركية السابقة لتعزيز موقف الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في الخارج، وهو الفشل الذي ظهر بشكل واضح في تراجع نسبة مشاركة الأتراك بالنمسا في الانتخابات الرئاسية التركية إلى نحو 9% فقط، بالتزامن مع حدوث زيادة في معدل إحجام الأتراك المقيمين في النمسا عن التفاعل مع الاتحاد بسبب الاعتراض على أسلوب القيادة والسياسات الذي اتبعها رئيس الاتحاد السابق، فضلا عن تصريحاته الإعلامية الحادة التي جعلت من الاتحاد ورئيسه محل نقد وسائل الإعلام النمساوية.
جدير بالذكر أن التعديلات المزمع إدخالها من قبل الحكومة النمساوية على "قانون الإسلام"، الذي ينظم العلاقة بين المسلمين والحكومة منذ عام 1912، ستؤدي إلى قطع التمويل التركي الخارجي عن الروابط والجمعيات والمساجد التركية العاملة في النمسا، بسبب البند ذات الصلة الذي يحظر مستقبلا تمويل الروابط والهيئات الإسلامية من الخارج.