مزيج معماري يطل منه الأرابيسك بعبقه الإسلامي الفريد، والقرميد الفرنسي بحمرته، والعمارة الإيطالية، تظهر عظمة المعمار المصري الحديث في أشكال ورسومات المباني.. شوارع لها تاريخ يمتد لجميع العصور، تحولت أشكال مبانيها من عصر لآخر حتى العصر الحالى وتغير سكانها وعاداتهم وتقاليدهم، ولم تتغير هذه الشوارع رغم كل ما حل بها من أحداث غيرت ملامحها، والتى مازالت معبرة عن تاريخ مصر بعصوره المختلفة حتى الآن.
فقد اشتهرت مصر عبر العصور باقتباسها للثقافات والمباني المعمارية المختلفة من الحضارات الأوروبية المختلفة كـ"فرنسا وإيطاليا" التي اقتبست منها الحضارة المصرية الكثير من الثقافات والأطعمة المختلفة والأزياء العالمية من خلال فتح محال الموضة لها في مصر أيام الحملة الفرنسية على مصر والحروب الإيطالية مع الدول العربية، وكانت الثقافة الفرنسية تطغى على الجانب الإيطالي في ظل ما فعلته الحملة الفرنسية وإحضارها عددا من العلماء في جميع التخصصات المختلفة لبحث الواقع المصري.
ومن أهم الأماكن التي اشتهرت بحمل أسماء علماء فرنسيين "جون فرانسوا شامبليون" الذي ولد في 4 ديسمبر 1790 وتوفى في مارس 1832، العالم الفرنسي الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشف أثناء الحملة الفرنسية على مصر، فقد نقش على الحجر نص بلغتين وثلاث كتابات: المصرية القديمة ومكتوبة بالهيروغليفية والتي تعني الكتابة المقدسة، لأنها كانت مخصصة للكتابة داخل المعابد، والديموطيقية وتعني الخط أو الكتابة الشعبية، واللغة اليونانية بالأبجدية اليونانية، ومن خلال المقارنة بينهم نجح في فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية.
ويعتبر قصر شامبليون من أبرز وأجمل القصور الأثرية والتاريخية والملكية المهمة في مصر، وقد بنى هذا القصر في نهاية القرن التاسع عشر لتسكنه زوجته، إلا أنها رفضت واختارت قصرا آخر، فأهداه الأمير حليم للحكومة.
ويقع هذا القصر في شارع شامبليون في وسط البلد بمدينة القاهرة، وتحوطه حديقة متسعة يحدها شمالا شارع النبراوي وشرقا شارع حسين المعمار وغربا شارع شامبليون وجنوبا شارع صغير، يصل بين شارع حسين باشا المعمار شرقا وشارع شامبليون.
القصر الذي يعد بناية معمارية فريدة أنشأها أشهر المعماريين الإيطاليين "أنطونيو لاشياك" الذي صمم قصر المنتزه والأبنية الخديوية في شارع عماد الدين والمبنى الرئيسي لبنك مصر في شارع محمد فريد وبعض القصور بمدينة القاهرة، ومنها قصر الأمير يوسف كمال بالمطرية، وهو مشيد على مساحة 4781 مترا مربعا، حيث صمم القصر على طراز معماري فريد استغرق إنشاؤه 6 سنوات.
ويتكون هذا القصر من عشرات الحجر الفسيحة المطلة على وسط القاهرة من الجوانب الأربعة، صمم على طراز عربي وأجنبي في آن معا، نوافذه الكبيرة ذات الأقواس تجعله شبه دائم الإضاءة، يتوسط قاعته درج منفرج صاعد إلى الطابق العلوي.
وسُجل القصر بالمجلس الأعلى للآثار بناء على قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 12/5/2000م، وعلى قرار مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بجلسته بتاريخ 26/6/2000م بالموافقة على التسجيل.
وهناك رجل آخر أطلق اسمه على أحد شوارع الجيزة المشهورة وهو شارل ديجول الذى ولد في سنة 1890 وتوفى عام 1970، وهو جنرال ورجل سياسة فرنسي ولد في مدينة ليل الفرنسية، تخرج من المدرسة العسكرية سان سير عام 1912 من سلاح المشاة.
ألف عدة كتب حول موضوع الإستراتيجية والتصور السياسي والعسكري، عين جنرال فرقة، ونائبا لكاتب الدولة للدفاع الوطني في يناير 1940، قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 يناير.
وفي سنة 1943، ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي أصبحت في يونيو 1944 تسمى "الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية".
أما على الجانب الإيطالي، فشاركت الجالية في عمران المدينة المصرية وتحديثها سواء في التخطيط أو النشاط الاقتصادي والاجتماعي وبالأخص في عهد الخديوي إسماعيل الذي تحولت فيه المدينة تحولا اجتماعيا كبيرا في عادات السكان من حيث الملبس والمسكن، وإقامة الحدائق والنافورات والتماثيل والمسارح والمعارض الأوروبية.
وتميز الإيطاليون بأعمال المباني وإنشاء الطرق ورصفها، والقيام بأعمال الكباري والسكك الحديدية والموانئ، وشاركوا في الصناعات المرتبطة بالبناء مثل البلور والرخام والزجاج كما تفوقوا في تقديم خدمات البريد والبرق.
فقد أنشأ الإيطالي كارول ميراتي إدارة بريدية أطلق عليها اسم البوسنة الأوروبية واتخذ لذلك مكتبا في ميدان القناصل، كذلك تأسست شركة المحاريث والهندسة سنة 1929 لصيانة الجرارات والآلات ومحال أخرى لتجارة الحدايد والمواسير والطلمبات والآلات الميكانيكية.
وهناك مدرسة رهبان إيطالية خاصة فنية مرحلتين صناعية ثانوية 3 سنوات، ثانوي فني 5 سنوات اللغة الإيطالية الأولى، اللغة الإنجليزية الثانية ودورات تدريبية في مجال صناعات كهرباء وميكانيكا.
بالإضافة إلى ذلك، أسهم الايطاليون في إنشاء صناعات غذائية مثل المطاحن ومضارب الأرز، واحتكروا صناعة المكرونة والمأكولات المحفوظة.
وهناك العديد من الشخصيات الفرنسية والإيطالية اشتهرت فى مصر بإطلاق أسمائها على شوارع وميادين مصر، وكذلك المحال التجارية لا حصر لها وتسببت فى نقل الموضة الأوروبية إلى مصر.