بوروندى تستضيف مؤتمرا دوليا حول الحضارة والثقافة الإسلامية

افتتحت في العاصمة البوروندية بوجومبورا فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية» الذى تنظمه سلطنة عمان ممثلة فى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
يعقد المؤتمر بالتعاون مع جامعتى بوروندي ،والسلام والتصالح تحت رعاية الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا وبحضور ممثل حكومة السلطنة في المؤتمر الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وعدد كبير من الباحثين من السلطنة وبوروندي ومختلف دول العالم. وتواكب جلساته فترة الاحتفالات بالعيد الوطنى الرابع والأربعين للسلطنة
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أنه سيتم تقديم حوالى 50 بحثا إلى المؤتمر ، تحاول سبر الدور العماني في منطقة البحيرات العظمى من جوانب ثقافية وحضارية واقتصادية واجتماعية.
ووصف الشيخ السالمي المؤتمر بأنه فاتحة خير لتعاون مشترك بين السلطنة وجمهورية بروندي معتبرا أن العلاقات العمانية الإفريقية والتي تمتد منذ عصور قديمة ، تحمل دلائل بناء حضاري وترابط اجتماعي وتاريخي لما نتج عنها من امتداد الحضارة العمانية إلى هذه الأصقاع في وسط أفريقيا والدور العماني في نشر الإسلام.
من جانبه قال الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا ان المؤتمر يعكس مدى التماسك الحضاري والثقافي بين بلاده وبين السلطنة مشيرا إلى علاقة النسب بين العُمانيين والبورونديين حيث يتزوج العمانيون من البورونديين والعكس وهناك عائلات عمانية ما زالت تعيش في بلادنا ونحن فخورون بذلك.
وأشار إلى أن العمانيين الذين يتواجدون يمتلكون الطابع السلمي في كافة أنشطة حياتهم اليومية. مضيفا إن سلطنة عمان «بلد سلمي ودليل على ذلك بأنها تقوم بإنشاء الكنائس على أرضها»، وهذا هو الإسلام المعتدل على حد قوله. وقال الرئيس يجب أن لا نخلط بين الإرهاب والإسلام وهناك أناس كثيرون لا يعرفون معنى الإسلام لذلك يتم خلطه بالإرهاب.
وإضافة إلى الوفد الرسمي والباحثين العمانيين والإعلاميين حضر إلى الندوة العشرات من العمانيين المقيمين في بوروندي أو ممن تعود أصولهم إلى عُمان.
ويقدر عدد العمانيين الذين يعيشون في بوروندي بحوالي 200 شخص لكن ليست هناك إحصائية رسمية حتى الآن. ويعيش العمانيون في بوروندي في ظروف جيدة حيث يعمل أغلبهم في التجارة. ويترددون على عُمان بين فترة وأخرى.
وقدم الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة في بداية المؤتمر رسالة سلام من العمانيين باسم الإسلام إلى شعوب منطقة البحيرات العظمى. ركز خلالها على فكرة السلام التي نزلت بها جميع الرسالات السماوية. كما ركز فضيلته على فكرة التنوع التي دعا إليها الإسلام معتبرا أن التنوع هو مفهوم ديني، وأن هذا التنوع من شأنه أن يقود إلى السلام. وقال الخروصي إن العمانيين الذين وصلوا إلى هذا المكان من العالم حملوا معهم رسالة الإسلام وفي مقدمتها السلام.
يهدف المؤتمر إلى دراسة تاريخ الحضارة والثقافة الإسلامية على ضوء الدور العماني في دول البحيرات العظمى من مختلف جوانبه السياسية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية، مع استعراض العديد من الملفات حول عناصر الوحدة بين أقاليمها، وثراء التنوع في مجتمعاتها، و عاداتها وتقاليدها، والحياة الثقافية والعمرانية.
كما يعكس عقده الاهتمام بنشر الفكر المستنير مع التعريف بسياسات السلطنة ، التى لا تعرف التعصب أو التطرف أو المذهبية و تعبر عن السماحة والوسطية والاعتدال وفقا للتوجهات الثابتة التى تؤكد على الاهتمام بإحياء التراث الحضارى فى جميع المجالات مع تجديده ليواكب العصر الحديث تعبيرا عن مفاهيم الأصالة والمعاصرة.
ستتناول مناقشات المؤتمر تطور الصلات الوثيقة بين عُمان ودول القارة لاسيما بلدان القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، وستستعرض مسيرة حضارة السلطنة ، مع استجلاء الجذور والمرجعيات التاريخية لها،وقد اعتمدت البحوث العلمية وأوراق العمل على الوثائق والمخطوطات العمانية .
تقدم إلى المؤتمر أكثر من 126 باحثاً من مختلف دول العالم،وتركزت أوراق عملهم حول إسهامات العمانيين في نشر الحضارة الإسلامية ودورهم في تطوير العلاقات مع الشعوب الأفريقية خاصة فى زنجبار ، وكذلك دور العمانيين من سكان تلك المناطق إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية