"بوتين" و"مودي" يسعيان لإنعاش العلاقة الفاترة بين روسيا والهند

بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات يوم الخميس لتعزيز التعاون النووي والدفاعي خلال قمة تهدف إلى إحياء صداقة تاريخية فترت عبر السنين.
وتأتي زيارة بوتين التي تستغرق يوما للهند في وقت تواجه فيه روسيا خلافات مع الغرب بشأن أوكرانيا ويعاني اقتصادها من التباطؤ في وقت تراجعت فيه أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام.
وأقحم التوتر بشأن أوكرانيا على الزيارة المعدة مسبقا عندما تبين أن زعيم شبه جزيرة القرم الأوكرانية سابقا التي ضمتها روسيا لأراضيها سافر مع بوتين للهند لإجراء محادثات غير رسمية لتعزيز التجارة.
ولا تؤيد نيودلهي العقوبات الغربية ضد روسيا لكن وجود زعيم القرم قد يصبح مصدر إزعاج قبل ان يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهند الشهر المقبل.
وقال مودي إن روسيا ستظل أكبر مورد أسلحة للهند رغم أن خيارات نيودلهي تحسنت بعد نهاية الحرب الباردة.
وقال للصحفيين بعد محادثاته مع بوتين "حتى لو زادت خيارات الهند فستظل روسيا أهم شريك دفاعي لنا." وأعلن أن روسيا عرضت أيضا تصنيع طائرة هليكوبتر متطورة في الهند.
ومن المتوقع أن يمنح مودي الذي انتخب باكتساح قبل ستة أشهر الرئيس الامريكي استقبالا أكثر فخامة لأنه سيكون كبير الزوار في اليوم الوطني للجمهورية الهندية مقارنة بمراسم القمة الرسمية مع بوتين يوم الخميس.
لكن روسيا تتطلع الآن لاستعادة علاقاتها الودية مع نيودلهي خلال الحقبة السوفيتية. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عشرة مليارات دولار ويمثل هذا تسع حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين التي ينصب تركيز موسكو على تعزيز العلاقات معها بعيدا عن العداء الأوروبي المتصاعد.
وقال مسؤول هندي لرويترز "روسيا صديق اختبر من قبل وموثوق به... بلد ساعدنا في أوقات المحن... لكن هذه الصداقة لم تحقق إمكاناتها الاقتصادية."
وأشرف الزعيمان على مراسم توقيع وثيقة "رؤية" التي تحدد خريطة طريق للتعاون خلال فترة ممتدة يكون أحد أهم محاورها الطاقة النووية.
وذكرت شركة روساتوم الروسية المملوكة للدولة أنه بموجب الاتفاق الذي وقع يوم الخميس ستزود الشركة الهند باثني عشر مفاعلا للطاقة النووية على مدى 20 عاما.
ومن المتوقع أن تشمل اتفاقات أخرى التنقيب عن النفط وامداداته والبنية التحتية وزيادة مبيعات الألماس للهند من شركة ألروسا المملوكة للدولة.
ومن الناحية الدفاعية سيسعى الجانبان للمضي قدما بمشاريع مؤجلة منذ فترة طويلة للتطوير المشترك لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس بالاضافة لطائرات نقل متعددة الاستخدامات.