محادثات سرية في كندا والفاتيكان أدت إلى الانفراجة بين كوبا وأمريكا

بدأت الانفراجة التاريخية في العلاقات الأمريكية الكوبية في ربيع عام 2013 حينما سمح الرئيس باراك أوباما بإجراء محادثات سرية مع كوبا وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه لبدء محادثات نووية مع إيران.
وبلغت شهور من المحادثات في كندا والفاتيكان بمشاركة واحد من أقرب معاوني أوباما ذروتها يوم الثلاثاء حينما تحدث أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو هاتفيا لنحو ساعة واتفقا على خطوات من شأنها أن تنهي نصف قرن من العداء وتعيد تشكيل العلاقات في نصف الكرة الأرضية الغربي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم نشر اسمه إن أوباما يعتقد أنه "إذا كانت هناك أي سياسة خارجية أمريكية تجاوزت مدة صلاحيتها فهي السياسة الأمريكية إزاء كوبا."
وتابع المسؤول أن البابا فرنسيس لعب دورا أساسيا في التقارب بين واشنطن وآخر معاقل الشيوعية في العالم الغربي. وفي بداية صيف 2014 بعث البابا رسائل شخصية منفصلة إلى أوباما وكاسترو داعيا إياهما لتبادل السجناء وتحسين العلاقات.
وحينما استقبل البابا الرئيس الأمريكي في مدينة الفاتيكان في أواخر مارس آذار كانت المحادثات السرية مع كوبا محورا رئيسيا للنقاش. وأضاف المسؤول أن كوبا "لقيت قدرا من الاهتمام مثل أي موضوع آخر."
وقال السناتور ريتشارد ديربن وهو ديمقراطي لرويترز "لعب الفاتيكان دورا كبيرا." واضاف أن الكردينال خايمي أورتيجا كبير أساقفة هافانا شارك أيضا في الجهود الدبلوماسية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن المحادثات السرية جرى التنسيق لها عبر أقسام المصالح الدبلوماسية في العاصمتين الأمريكية والكوبية وعبر بعثة كوبا في الأمم المتحدة.
وقال مسؤول أمريكي كبير ثان إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أجرى أربع مكالمات هاتفية مع وزير خارجية كوبا في صيف 2014 تركزت على مصير الأمريكي ألان جروس المتعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي كان مسجونا في كوبا.
وجرت أول محادثات مباشرة بشأن تبادل السجناء وإعادة العلاقات الدبلوماسية في يونيو حزيران 2013 في كندا التي أبقت على علاقاتها مع كوبا.
وكان على رأس الوفد الأمريكي في اجتماعات كندا والفاتيكان بن رودس المعاون البارز لأوباما والذي يشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي ومعه ريكاردو زونيجا كبير المتخصصين في شؤون أمريكا اللاتينية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض.
ولم يتسن على الفور معرفة أسماء المسؤولين الكوبيين الذين شاركوا في المحادثات.
وقال المسؤول الأمريكي إن المحادثات السرية تناولت بشكل مباشر نقاط الخلاف بين الجانبين.
وأوضح الكوبيون أنهم يعارضون البرامج الأمريكية الداعية للديمقراطية في كوبا. وهي برامج اعتبرها الكوبيون منذ فترة طويلة محاولة متخفية للإطاحة بنظامها الاشتراكي. ولكن الأمريكيين قالوا إنهم لن يوقفوا هذه البرامج.
وتابع المسؤول الكبير أن الجانب الأمريكي أصر على أن تفرج كوبا عن جاسوس لم يتم الكشف عن هويته كان يعمل لصالح واشنطن وساعد مسؤولين أمريكيين على الكشف عن جواسيس كوبيين في الولايات المتحدة ومحاكمتهم.
وتابع المسؤول الكبير أن ذلك الشخص الذي امتنع المسؤولون الأمريكيون عن الكشف عن اسمه قام "بعمل بطولي للولايات المتحدة معرضا نفسه لخطر عظيم.. وهو موجود في سجن كوبي منذ نحو 20 عاما." ولم يتسن لرويترز على الفور التعرف على هوية هذا الشخص.
وأصرت واشنطن أيضا على ألا يكون الإفراج عن جروس جزءا من أي تبادل للجواسيس وهو ما يؤكد كيف أن واشنطن ترفض مزاعم هافانا بأن جروس كان عميلا للمخابرات.
ولكن أفرجت الولايات المتحدة عن ثلاثة ضباط للمخابرات الكوبية قضوا 16 عاما في السجون الأمريكية في إطار مسعى لتطبيع العلاقات.
وقال المسؤول الكبير إنه تم وضع اللمسات النهائية على ترتيبات تبادل السجناء في اجتماع حاسم عقد في الفاتيكان. ولم يتضح موعده. ولكنه مهد الطريق لأن يتوصل أوباما وكاسترو للاتفاق يوم الثلاثاء ليتم الإعلان عنه يوم الاربعاء.