من وجدان مسلم إلى وجدان المسيح النقي
قد يستغرب من سيمر بجميل عينيه على كلماتي وهي ساجدة في دير المسيح لتقول له بطيب العبارات وعذب الكلمات ورقي المشاعر..(( كل عام وأنتم بخير )) .
وعلى الإنسانية التي رأيناها في خلقكم الكريم ونحن نلتمس منكم المواقف تلو المواقف التي ترفع في كل تفاصيلها الحب والتسامح الذي كان منهلا تردون أنتم عليه، كل عام أيتها الإنسانية المقتولة بألف خير، أيتها المنشورة بنشر المقاريض.
يوم غفت على أشلاء أعوام مضت ونحن نتوشح سوادا ونتقاطر دموعا، لتعلو راية بالموت بشرت الإنسانية، كما بشر عيسى بالحياة يوم أحيا الموتى بإذن الله ليمنح فرصة استنشاق عبق العبادة والامتثال لله في الدنيا.
كل عام أيها الإسلام المختطف بيد أولاد بغايا وأمهات عاهرات أرضعن خسيس الموت الذي علا نجمه ليزاحم كريم آيات الرحمة والود (ﻻ إكراه في الدين ) ( محمد والذين أمنوا معه أشداء على الكافرين رحماء بينهم ) وكل آية حملت النقاء وعفاف وطهر القلوب ،،،
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
أعوام الجراحات والنزيف والدماء والموت والأشلاء الأرامل والأيتام والفقد والخوف والخطف والإذلال وكل ما يسلب ألق الحياة ورونقها.
أعوام كانت لحقراء السياسية الحظ الوافر ولفقراء البشرية الحظ العاثر، فهل من أمنية يائس نزرعها على شواطئ اليأس يا عام 2015..
أم ستصيبك عدوى أعوام الاختناق.
أعوام كان فيها الوطن العربي يلعق الجراح ويضمد، وهو يخوض حرب وجود استنزفت الأمن والطاقات وزرعت الخلافات لبست رداءً أخضر بلون السواد، فجف مطر الأخاء، ونبت الحقد في الصحراء أغصان من موت وفناء، فسلب كل شيء جميل من وطني بامتثال، وتطايرت رقاب كانت تنطق الشهادة ومقولة العصمة للمسلم من كل اعتداء!
فأفتى ظالمون على العباد، فأدخلت كل البلاد ( تونس ومصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن ولبنان وكل أرض السواد )!
ليطول ليلنا والعتاب، ويغلق فصل كان من الروعة في الكتاب، يحكي آيات من القرآن ( واعتصموا بحبل الله جميعاً وﻻ تفرقوا ) فتفرقنا وذهبت ريحنا!
وشيعنا تلك الأعوام واليوم نشيع عام 2014 ومعه ألف خضاب عين من دموع وخطاب!
لمن بيده قرار يسر تلك القلوب وينزع من جيدها في وطنها الاغتراب !
فقد هجر يا سيدي يا عام 2015 المحراب وأضحى آلة قتل واحتراب، وهذه أمنية من عربي مسلم في عيد السيد المسيح المحبة والود والتسامح فهل من جواب.
وأعود لأصبر قلبي وأرسم في كل فجر منتظر أمل ورجاء عسى يحن قلب الأسى وينكسر خاطر الحزن من أنين ثكالى الإنسانية المنحورة.
وأعود لأصلي في ديرك أيها المسيح لأنك ذرفت على إسلامي الدموع وكنت شريك آلامي!
كل عام والبشرية بخير هذا الرجاء والمرتجى .