عقب حرق"الكساسبة"..الأردن ترد بإعدام"الريشاوي".. خبراء: داعش استطلع الآراء قبل التنفيذ.. ويستهدف "طياري" التحالف الدولي

خبراء في شئون الحركات المتطرفة:
أديب: داعش ينفذ الإعدام "حرقا" لأول مرة في تاريخ الجماعات التكفيرية
فرغلي: ساجدة الريشاوي ستعدم بأمر من ملك الأردن
وفيديو حرق الكساسبة خرج بعد طلب الأردن إثبات إنه "حي"
القاسمي: "داعش" استطلعت رأي المدنيين قبل إعدام الطيار الأردني
"معاذ صافي يوسف الكساسبة" طيار أردني برتبة ملازم أول، بات في "زمة الله".. وقع أسيراً بأيدي تنظيم "داعش"، صباح يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014، وذلك بعد سقوط طائرته الحربية من نوع إف-16 أثناء قيامها بمهمة عسكرية في محافظة الرقة شمال سوريا.
ورغم اعتياد تنظيم "داعش"، منذ ظهوره في آواخر 2013 على ذبح رهائنه، إلا أنه أقدم هذه المرة على التعامل بشكل مختلف مع الكساسبة، الطيار الأردني المحتجز لديه، حيث أحرقه داخل قفص حديدي، بحسب مقطع فيديو نشره مقاتلو التنظيم، يحمل عنوان "شفاء الصدور".
وحول مصير ساجدة المنتظر وإسلوب إعدام الطيار الأردني قال صبرة القاسمي، الخبير في شئون الحركات المتطرفة: إن تنظيم داعش الإرهابي أجرى استطلاعا لرأي المدنيين حول مصير الطيار الأردني قبل أن ينفذ فيه حكم الإعدام حرقًا، مستغلًا في ذلك ضربات التحالف الدولي التي قتلت كثيرا من المدنيين في العراق والشام.
وأوضح، أن من فقد أبناءه أو أقاربه من المدنيين ينحون الخطر الأكبر جانبًا ولا يفكرون في أمور السياسة، ويدعمون "داعش" ما دامت ستنتقم لهم ممن قتل ذويهم، فطلبوا من داعش إعدام الطيار، بل إن منهم من طلب إعدامه بـ"الخاذوق".
وقال "القاسمي": إنه يعتمد في تصريحاته على بعض التسجيلات لداعش التي توثق ذلك، والتي لم تذعْ علنًا حتى الآن.
وأوضح "القاسمي" - في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" - أن مصير الطيار الأردني كان معروفا منذ اللحظة التي اعتقلوه فيها، وأن التنظيم يستحيل أن يصدق في تفاوضه لإطلاق سراح رهينة من رهائنه، لأن مبدأ التفاوض يتناقض مع عقيدتهم، ولو أطلقت سراح رهينة فإن ذلك يهدد بانهيار التنظيم لما سيحدثه من ارتباك عقائدي.
وشدد على ضرورة أن يراجع التحالف الدولي لمحاربة التنظيم طريقته في القضاء على داعش، بحيث لا يضيف له رصيدا لدى المدنيين، وهو ما يتحقق باستهداف عناصر داعش فقط دون المساس من قريب أو بعيد بالمدنيين، وأكد أن حرق الطيار الأردني رسالة لكل طيار يشن هجمات عليهم ضمن جهود التحالف الدولي للقضاء على التنظيم.
وأكد أن "داعش" يدرك جيدا حرمة الإعدام حرقا، حيث حذر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - منه، وقال: "لا يعذب بالنار إلا رب النار".
أيضاً أكد منير أديب، الباحث بشئون الحركات الإسلامية، أن إعدام "داعش" للطيار الأردني معاذ الكساسبة، ليس مفاجئ لكن المفاجئة جاءت في كيفية الإعدام حيث أن جميع التنظيمات التكفيرية منذ بدايتها منذ القرن الماضي لم تستخدم الإعدام حرقاً على مدى تاريخها المستبيح للدماء بكافة أنواعه.
وأوضح "أديب" في تصريح لـ"صدى البلد"أن حرق "داعش" للطيار الأردني ليس له علاقة بالإسلام، والهدف منه تخويف أي دولة يقع لها أسرى لدى التنظيم.
مشيراً إلى أنه على الحكومة الأردنية عدم التعامل مع ساجدة الريشاوي كما تعاملت "داعش" مع الطيار الأردني، وأن تلتزم بالتعامل معها وفقا للقانون.
ومن جانبه أكد ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن "داعش" أعدمت الطيار معاذ الكساسبة منذ اختطافه وليس اليوم الأمر الواضح في فيديو الحرق لظهور آثار التعذيب على وجهه، فضلاً أن التفاوضات التي كانت مطروحة بين الأردن وداعش كانت من أجل الإفراج عن الرهينة الياباني المختطف لدى داعش الصحفي كينجي غوتو، مقابل ساجدة الرشاوي المحتجزة لدى السلطات الأردنية، وطلبت الأردن دليلا يثبت بقاء الطيار على قيد الحياة.
وأوضح " فرغلي" في تصريح لـ"صدى البلد" أنه عندما طلبت الأردن إظهار مايثبت أن الطيار الأردني على قيد الحياة من أجل إتمام صفقة التبادل، بث التنظيم فيديو لطريقة إعدامه بالحرق حيا، الأمر المستحدث لدى التنظيمات الإرهابية.
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن مصير المتهمة ساجدة الرشاوي المحتجزة لدى السلطات الإردنية لجرائم إرهابية، قد يكون الإعدام إذا أمر الملك الأردني بذلك، للرد على إعدام الطيار.