«نصر الله» يعزي عائلة الحريري في ذكرى اغتياله.. ويطالب بمواجهة «داعش» و«النصرة»

توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اليوم التالي للذكرى العاشرة لاغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري بالعزاء والمواساة إلى عائلته وتياره وأنصاره، وكذلك إلى عائلات الشهداء الذين قضوا في تلك الحادثة المؤلمة والخطيرة.
ودعا نصر الله - في كلمة ألقاها في ذكرى قادة راحلين للحزب بينهم عماد مغنية اليوم- إلى التنسيق بين الجيش اللبناني والسوري قبل أن يذوب الثلج على سلسلة جبال لبنان الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا مما سيسمح باستئناف هجمات داعش والنصرة... كما دعا إلى التنسيق بين الحكومتين السورية واللبنانية في ملفي اللاجئين والأمن.
وقال إننا أمام خطر الإرهاب الذي يتهدد المنطقة نؤيد الدعوة لوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب.. (في رد ضمني على دعوة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس في مهرجان الذكرى العاشرة لاغتيال والده لحزب الله والقوى اللبنانية وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب).
وأعرب عن اعتقاده بإمكانية الاتفاق على هذه الاستراتيجية أكثر من الاستراتيجية الدفاعية ضد إسرائيل ، قائلا "لأننا قد نتفق للأسف على مكافحة الإرهاب أكثر من الإتفاق على معاداة إسرائيل".
وقال إن هناك استحقاقا داهما ، في جرود عرسال هو جبهة النصرة ، وداعش الممتدة من ليبيا إلى جرود عرسال، موضحا أن الظروف المناخية حدت ومنعت حدوث مواجهات معهما، ولكن الدولة يجب أن تحزم أمرها والشعب اللبناني يجب أن يحزم أمره أمام الخطر الذي يتهدد الجميع..مؤكدا أنه يمكن إلحاق الهزيمة بسهولة بهم ولكن الأمر يحتاج إلى قرار وإرادة وطنية.
وأضاف "سنواصل الحوار مع تيار المستقبل ، ونرى أن الحوار توصل لنتائج جيدة ضمن جدول الأعمال وسقف التوقعات، معربا عن الأمل في الوصل إلى خاتمة جيدة ومعقولة لهذا الحوار، رغم أن هناك منزعجين من هذا الحوار.
واعتبر أنه من الناحية الواقعية لايمكن النأي بلبنان عن الأحداث التي تجرى في المنطقة، فدائما لبنان يتاثر دائما بما يجري في المنطقة ، وحاليا هو متأثر أكثر من أي وقت .. معتبرا أن مصير العالم يحدد في المنطقة.
وقال إن العالم كله سلم أن هذا التيار التكفيري يشكل تهديدا لأمن المنطقة وأمن العالم، باستثناء إسرائيل لاتعتبره خطرا أو تهديدا.
وأشار إلى أن كل ماتفعله داعش يخدم إسرائيل، فالطريقة التي أحرق بها الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة أمر مفزع ، والطريقة التي ذبح بها العمال المصريون المستضعفون المظلمون أمر مخز.
وقال إن إسرائيل ليست هدف داعش بل هدف داعش هو مكة والمدينة ، مشيرا إلى أنه سمع أن خليفة داعش أبو بكر البغدادي عين أميرا لمكة وللمدينة.. ولفت إلى أنهم قالوا أيضا خلال ذبحهم للعمال المصريين إنهم هدفهم روما .
وتساءل نصر الله من يقف وراء هؤلاء .. قائلا فتشوا عن الموساد ، والمخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية، وأردف قائلا " أكيد أنهم قادمين من هوليود ، مستبعدا أن تكون مثل هل هذه الأعمال من الشرق، من الأنبياء ، من الإسلام، أو من آل البيت.
وقال موجها حديثه لقوى 14 آذار إن وزيرة الدفاع الإيطالية تريد أن تقود تحالف دوليا لمحاربة الإرهاب في ليبيا على بعد 350 كيلومترا ، ونحن الإرهاب في الجرود وفي القلمون وفي عرسال (مناطق لبنانية).
واعتبر أن المواجهة الفكرية معهم هي دفاع عن الإسلام ، قائلا "نعتبر أنفسنا جزءا من هذه المعركة من التيار التكفيري ، نعتبر أنفسنا ندافع إسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، لاندافع عن السنة أو الشيعة أو هذه الطائفة أو ذلك.
وقال يجب القول لبعض الدول الإقليمية التي تدعم داعش، إن اللعبة انتهت ، المنطقة وشعوب وحكومات المنطقة لاتستطيع أن تتحمل هذا المستوى من الإجرام .
وأضاف "يجب ألا نخدع أنفسنا بالتفريق بين داعش وجبهة النصرة هما جوهر واحد ، وسلوك واحد ، وفكر واحد ، وقال "أطلب من أي أحد في لبنان والعالم العربي أن يشرح كيف داعش إرهابية والنصرة ثوار".. معتبرا أن خلافهما تنظيمي، ومشددا على ضرورة مواجهة التيارات التكفيرية دون تفريق.
وطالب بتجميد الصراعات في المنطقة ، وإعطاء أولوية لمواجهة المشروع الصهبوني ، المشروع التكفيري الذي يهدد الكل ، وقال "المطلوب من بعض الدول العربية أن تعالج ملفات المنطقة بطريقة مختلفة".
واعتبر أن مقاتلة العراقيين من جيش وحشد شعبي وعشائر سنية وشيعية لداعش منع داعش من الوصول للكويت وللسعودية .
وزعم أن هناك اليوم ثورة شعبية حقيقية في اليمن لايمكن تجاهلها ، وهي تقف بوجه داعش ، وكل الوثائق تؤكد أن مشروع القاعدة هو السيطرة على سوريا ، واليمن والانطلاق للخليج.حسب قوله.
ودعا إلى معالجة الوضع في اليمن بطريقة سلسلة ، زاعما أن أنصار الله لهم من الحكمة لاستيعاب الموقف، وإلا فإن الانفعال والغضب سيدخل اليمن لما لايحمد عقباه .على حد قوله.
ودعا إلى فتح باب الحل السياسي في سوريا يسمح للمعارضة غير التكفيرية بالدخول في تسوية ، معتبرا أن النظام لديه استعداد للحوار.
وقال إن أمريكا تستفيد من داعش عبر نهب النفط وتخفيض سعره وتأمين إسرائيل ، ويمكن أني ضربوا داعش قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لكي يربح الحزب الديمقراطي .
وردا على من يدعو الحزب للانسحاب من سوريا ، قال نصر الله أدعوكم لنذهب سويا إلى سوريا، بل تعالوا لنذهب للعراق .
وأردف قائلا "لدينا حضور متواضع في العراق" .. مستكملا "تعالوا لنذهب إلى أي مكان يوجد فيه هذا التهديد الذي يواجه أمتنا ومنطقتنا".
واستدرك قائلا لايخاف أحد أنه إذا حدث تسوية في سوريا من الوصاية السورية على لبنان، فهذا أمر صار من الماضي.
وعلى الصعيد الداخلي.. أعلن تأييده حزبه المطلق للخطة الأمنية للبقاع (منطقة نفوذ حزب الله وحركة أمل) داعيا إلى تواصلها وتفعيلها .
وقال إن منطقة البقاع عانت من اللصوص والمفسدين في الأرض ، الذين يختطفون مقابل فدية ، رافضا الدعوات أن يتحمل حزب الله وحركة أمل مسئولية الأمن في البقاع .
وأكد أن البقاع يحتاج إلى خطة إنمائية ، ولايكفي للدولة لكي تبسط سيطرتها خطة أمنية بل يجب أن يكون هناك إنماء ، مشيرا إلى أن منطقة بعلبك الهرمل في البقاع ، و شمال لبنان ،خصوصا منطقة عكار تحتاج إلى إنماء.