أحمد زغلول الشيطى.. من دمياط للتحرير .. حيث الثورة والأدب

فى كتابه «مائة خطوة من الثورة/ يوميات من ميدان التحرير» الصادر عن دار الآداب البيروتية، حاول احمد زغلول الشيطى أن يدون شهادة من شارك في الثورة المصرية، وواكب تطوراتها المتلاحقة حتى لحظة سقوط النظام. نجح الشيطى فى إعادة ربط ذهن القارىء بالقضايا الكبرى والاحداث السريعة المتلاحقة عبر كتابة ادبية اقرب للكتابة السينمائية المعتمدة على الرؤية اكثر منها على القص والسرد .
سجل الشيطى فى خطواته هذه حلما رائعا استمر فى حياتنا 18 يوما ، عاشه هو فى قلب الشباب الجديد على الأرض المحررة التى ولدت دولة لها قانون مخالف ولها حكومة وسجل مدنى ولها اخلاق وقيم جديدة ولدت وأظنها لن تغادر روح لا الأرض ولا الناس وإلا سوف يعود بهم الزمن
إلى كابوس قديم سجله هو ايضا ..
فى كتابه يدعونا الشيطى هذه المرة إلى تذوق كتابة مختلفة ومتخففة من الشروط الصارمة للممارسة الأدبية
ومنذ البداية، يشير الشيطي إلى صعوبة «التعامل مع مادة ملتهبة في طور التشكّل»، لكنّه يشير ـــ في الوقت نفسه ـــ إلى صعوبة تجنّب رغبته في «اقتناص لحظاتٍ تخصني، بعيني أنا، لا بعين كاميرا أو حتى برواية شهود عيان». بين هذين الحدين، تتحرك مادة الكتاب، لكننا ننتبه سريعاً إلى أن اليوميات تعيد علينا ما رأيناه على الشاشات، وقرأنا عنه على الشبكة العنكبوتية، وأنها تفتقر إلى زاوية النظر الخاصة التي حاول الكاتب اقتناصها. صحيح أن اليوميات تتطلب تراجعاً للكاتب المتطلب عادةً في نصه الخاص، وتحولّه إلى مؤرخ مفاجئ للثورة التي يشارك فيها ويراقب تطوراتها، لكنّ ذلك لا يعني أن تخسر اليوميات الاحتياطي الروائي والقصصي الذي أحببنا تجلياته في نتاج الكاتب نفسه.
نقرأ عن الاشتباكات مع البلطجية، وعن الإصرار على البقاء في الميدان الذي تحول إلى «أكبر سجل مدني في مصر.. شباب في العشرينيات... يرغبون في تحرير شهادة وفاة للسلطة الشائخة، وتحرير شهادة ميلاد للجميع
المؤلف المقيم في القاهرة، يستعيد الخوف القديم من رجال الأمن بسبب قرب بيتهم من قسم الشرطة في دمياط، ويصعب عليه تصديق أن «تنهال الشتائم على السيد الرئيس والسيدة حرمه من دون أن تفيض أرواح من نطقوا بالشتائم». نقرأ الشعارات التي رفعت وقد اكتسبت صلابة إضافية بعد نجاح الثورة في تنحية الرئيس. نضحك مجدداً على النكات التي برع المصريون في تزويد ثورتهم بها. الثورة مروية من اختلاط المؤلف بالثائرين في الميدان، ومن مراقبته لهم من شرفة شقته القريبة. ينقل إلينا نقاشات سريعة مع زملائه الكتاب والمثقفين بشأن الحدث الكبير، مادحاً الروح الجديدة للشبان واختلافهم عن جيله وعن الأجيال السابقة.