هولاند يرغب في سحب القوات الفرنسية من أفغانستان

تعهد المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند الذى يخوض غمار جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة فى السادس من مايو القادم بالبدء فى عملية سحب القوات الفرنسية العاملة فى أفغانستان ضمن القوات الدولية غداه وصوله إلى سدة الرئاسة.
وقال هولاند فى مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء قبل 11 يوما من انطلاق الجولة الثانية للانتخابات أن سحب القوات الفرنسية من أفغانستان سيبدأ غداة توليه الحكم فى البلاد فى حال فوزه فى الانتخابات "على أن تنتهى عملية الانسحاب فى نهاية العام الجارى".
وأشار إلى أن هذا الأمر سيتم بحثه خلال القمة القادمة لحلف الشمال الأطلنطى الناتو المقررة يومى 20 و21 مايو القادم وهى ما تعد أول اجتماع دولى للرئيس الفرنسي المقبل الذى سيفوز بالانتخابات فى السادس من الشهر نفسه.
كما أكد المرشح الاشتراكى الأوفر حظا بالفوز بالانتخابات الفرنسية بحسب استطلاعات الرأى أنه يعتزم إقامة علاقات "ثقة" مع الولايات المتحدة وإدراتها الحالية وخاصة فيما يتعلق بالملفات الأساسية والقرارات الواجب اتخاذها والموضوعات
التى قد تطرأ على الساحة.
واستطرد قائلا "حتى إذا كانت هناك اختلافات (فى المواقف) مع إدارة واشنطن الحالية فيما يتعلق بحلف الشمال الأطلنطى الناتووالتواجد فى أفغانستان..فنحن حلفاء وشركاء أيضا"..مشددا على أن باريس وواشنطن ينبغى أن يعملا سويا مع أوروبا
بالنسبة للموضوعات الهامة بما فى ذلك إيران والشرق الأوسط.
وفى شأن آخر..أكد فرانسوا هولاند انه سيقوم - فى حال فوزه فى الانتخابات بإعادة النظر فى العلاقات مع إفريقيا وخاصة البلدان التى تعد مستعمرات فرنسية سابقة "لكى تقوم على أسس التضامن والسياسة والاقتصاد وعامل اللغة أيضا".
وأعرب المرشح الاشتراكى عن أمله فى إقامة علاقات "أكثر توازنا بين أوروبا والصين" لتقوم على أساس "المعاملة بالمثل" بمعنى أن تكون الأسواق الفرنسية مفتوحة أمام المستثمرين الصينيين وبالمثل يتاح للمستثمرين الفرنسيين اقامة مشروعات بالصين "بدون شروط أو صعوبات".
وأوضح انه دعا منذ وقت طويل إلى ضرورة انفتاح الأسواق الصينية ووجود شركات أوروبية كبرى بالصين..مطالبا بضرورة أن تكون العملة الصينية (اليون) قابلة للتحويل "خاصة وأن الصين دولة كبرى وقوة تجارية واقتصادية".
وقال انه يعتزم عقد أول لقاء فى حال وصوله إلى الاليزيه مع الرئيس الصينى.
وأعرب هولاند عن ثقته فى الفوز برئاسة فرنسا..مشيرا إلى أنه يرغب فى "جمع الفرنسيين، وتحقيق المصالحة فيما بينهم، ومصاحبتهم على طريق القوة والتحرك نحو المستقبل".
وأكد انه يعتزم فى حال وصوله إلى الاليزيه توجيه غداه فوزه فى الانتخابات "مذكرة" لجميع قادة ورؤساء حكومات البلدان الأوروبية لإعادة التفاوض بشأن معاهدة "الانضباط المالى" فى أوروبا.
وتابع أن هذه المذكرة تتضمن خلق آلية لتمويل المشروعات الصناعية فى مجال البنى التحتية، المزيد من تحرير إمكانية تمويل البنك المركزى الأوروبى للاستثمارات، فرض ضريبة (جديدة) على المعاملات المالية..مشيرا إلى أن الاقتصاد الأوروبى يبقى فى
حالة ركود "بفعل عدم القدرة على تحرير الديون من قبل الشركات".
وقال أن أوروبا بحاجة إلى "تمويل الاقتصاد الذى يتيح النمو".. متعهدا بالعمل على تحقيق هذا الهدف بعد أشهر قليلة من وصوله إلى سدة الرئاسة.
وأثنى المرشح الاشتراكى الأوفر حظا فى الفوز بالانتخابات بحسب إستطلاعات الرأى على تصريحات رئيس رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراجي امام البرلمان الاوروبي في بروكسل في خطة تشير الى تصاعد الجدل في الاتحاد الاوروبي والتى أكد خلالها "لدينا اتفاقية حول الميزانية .. وعلينا أن نعود إلى الوراء ونضع اتفاقية للنمو".
وعلى الصعيد الداخلى تعهد المرشح الاشتراكى باتخاذ إجراءات اقتصادية اعتبارا من الصيف القادم فى "إطار قانون مالى بعد تعديله".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع خلافا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وخاصة فيما يتعلق بتعديل معاهدة الانضباط المالى .. وأكد انه يعتزم إجراء "مناقشات صارمة بروح من الصداقة" مع المستشارة الألمانية وذلك بعدما حذر المستشارة الألمانية الليلة الماضية بقوله "نعم للجدية في الميزانية لا للتقشف الى الابد"..واتهامه إياها بانها "قادت اوروبا مع نيكولا ساركوزي ونحن نرى نتائج ذلك! إذا انتخبت رئيسا سيكون هناك تغيير في البناء الاوروبي".
وأكد رفضه لما يسمى "القاعدة الذهبية" للموازنة التى تنص عليها المعاهدة المالية الأوروبية التى تبناها قادة القارة العجوز فى مارس الماضى بمبادرة من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية.
وانتقد هولاند الاستراتيجية التى يعتمدها منافسه اليمينى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى المنتهية ولايته و"السباق الذى بدأه الأخير منذ الأحد الماضى لكسب أصوات اليمين المتطرف.