ننشر توصيات الندوة التحضيرية لـ"تجديد الفكر الديني".. ومؤتمر سنوى لطرح قضايا الاجتهاد

أعلن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، عن توصيات الندوةِ التحضيريَّةِ لمؤتمر "التجديد في الفكرِ والعلومِ الإسلاميَّة"، ، والمُنعقِدة بمركز الأزهر للمؤتمراتِ بمدينة نصر.
وجا نص التوصيات كالآتى.. انطلاقًا من دورِ الأزهرِ الشريفِ ومسؤوليتِه الدِّينيَّةِ تجاه قضايا الإسلام والمسلمين، دعَتْ هيئةُ كبار العلماء إلى عَقدِ ندوةٍ تحضيريَّةٍ لمُؤتمرِ تجديدِ الفكرِ والعلومِ الإسلاميَّةِ، تحتَ الرعايةِ الفعليَّةِ لفضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهرِ الشريفِ، وقد شارَكَ فيها نُخبةٌ من كبارِ العلماءِ، وشَهِدَها جمعٌ كبيرٌ من المُفكِّرين والمُثقِّفين والكُتَّاب والإعلاميِّين، وتابَعَتِ الندوةُ جلساتها الأربع، ونُوقِشت البحوثُ المُقدَّمةُ من السادة العلماء التي دارت حولَ المحاورِ الرئيسةِ الآتية:
المحور الأول: علاقة العقل بالنقل: نظرة جديدة، المحور الثاني: التراث بين التجديد والتبديد، المحور الثالث: الخطاب الدينيّ: بين الواقع والمأمول، المحور الرابع: تحديد المفاهيم ودوره في تجديد الخطاب الديني.
وانتهت الندوةُ إلى التوصياتِ الآتيةِ:أولا: التجديد هو خاصَّةٌ لازمةٌ من لوازم دِينِ الإسلامِ، نبَّه عليها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((إنَّ الله يَبعَثُ لهذه الأُمَّةِ على رأس كلِّ مائةِ سنةٍ مَن يُجدِّدُ لها دِينَها))، ثانيها: إنَّ التجديدَ الرشيدَ هو ما يَتآخَى فيه العقلُ والنقلُ، ويتفاعل مع المُتطلَّبات المجتمعيَّةِ والدوليَّةِ، ثالثها: إنَّ التجديدَ لا يعني الإلغاءَ ولا التبديلَ ولا التبديدَ، ولا المساسَ بالثوابتِ والمُسلَّمات، ولا إهدار ما بذَلَه المجتهدون عبرَ القُرون، فاجتهادُهم يُمثِّلُ ثروةً فكريَّةً معرفيَّةً لا يجبُ تَجاهُلها، رابعها: إنَّ التجديدَ هو الفَهمُ الجديدُ لنصوصِ الوحي الخالدةِ المعصومة في ضوء اختلاف الزمان والمكان والأحوال ومُشكلات العصر وقَضاياه؛ لما للشريعةِ الإسلاميَّةِ من مُرُونةٍ وسَعةٍ تُمكِّنها من استيعاب كلِّ المُستجدَّات، خامسها: ضرورة تحديد القضايا الكُبرى الكليَّة، والعناية بدِراستها ووضع استراتيجيَّات مُحدَّدة وخُطوات واضحة قابلة للتنفيذ.
ونصت التوصية السادية على أن دعوة علماء الأمَّة وفُقَهائها ومُؤسَّساتها ومَجامعها الفقهيَّة إلى ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل اجتهادٍ جماعيٍّ راشدٍ، يَفقَهُ النصَّ، ويَفهَم الواقعَ ومُعطيات العصر، مع الإفادة مِن التَّقنياتِ الحديثة، وسابعها: دعا الأزهرُ الشريفُ – باعتباره الضميرَ الحيَّ للأمَّةِ الإسلاميَّةِ، الذي يحافظ على ثوابتِها وهُويَّتِها- كلَّ المؤسساتِ المعنيةِ بقضيةِ تجديدِ الفكر الدينيِّ، أنْ تقدِّم مقترحاتِها ورُؤَاها في هذا الشَّأنِ؛ تمهيدًا لدراستِها في المؤتمر مِن أجلِ بناءِ إستراتيجيةٍ مُوحَّدةٍ تضعُ موضعَ التَّنفيذِ المنهجَ الوسطيَّ الذي يقي الأمَّةَ مخاطرَ الإفراطِ والتَّفريط.
وبناءً على ذلك، قرَّر الأزهرُ الشَّريفُ عَقْدَ مؤتمرٍ سنويٍّ عالميٍّ مُوسَّعٍ عن التجديدِ في الفِكرِ والعلومِ الإسلاميَّةِ، تُطْرَحُ فيه كلُّ قضايا الاجتهادِ والتجديدِ في العلوم الإسلاميَّة والإنسانية، برؤيةٍ واقعيةٍ واستيعابٍ شاملٍ لمستجداتِ العصر بشكلٍ علميٍّ وموضوعيٍّ، ويَقترحُ أنْ يكونَ موضوعُ المؤتمرِ الأول: " التَّجديد وقضايا العصر".