الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربات الشمس ضيف ثقيل على الإنسان مع ارتفاع درجات الحرارة والخروج للأماكن المفتوحة فى العيد

صدى البلد

ساعات قليلة ويحتفل المسلمون فى كل مكان من العالم بحلول عيد الفطر المبارك.. وفيه يفطر المسلمون بعد شهر كامل من الصيام، حيث يعودون لنمط حياتهم الغذائى والاجتماعى المعتاد.. وقبل قدوم العيد يحرص الأطباء على إطلاق حزمة من النصائح لضمان العبور الأمن لنمط الحياة التقليدى بعد فترة من الامتناع عن الأكل لمدة تجاوزت هذا العام 15 ساعة يوميا فى مصر والدول العربية، وقاربت 20 ساعة فى عدد من الدول الأوروبية.
وحرصا على تمتع المصريين بعيد فطر سعيد بعيدا عن المنغصات الصحية، حذر الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة وحالات الطب الحرجة وعضو الجمعية الأمريكية من تأثير الحرارة على من يقضون أجازة العيد على الشواطىء وفى القرى والأماكن المفتوحة أثناء الأيام شديدة الحرارة، وكذلك المصابين بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكبد والكلى، بالإضافة إلى ضرورة تجنب تناول الأسماك المملحة، الذى يعتاد أكثر الناس على تناولها احتفالا بالعيد، حيث تتسبب فى إصابتهم بمضاعفات شديدة تهدد حياة هؤلاء المرضى وتتطلب دخولهم العناية المركزة.
وقال الشربينى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الخميس/ - "إن ضربة الشمس قد تكون ضيفا ثقيلا على المحتفلين بعيد الفطر المبارك، الذى يحل هذا العام فى أكثر شهور الصيف حرارة، وذلك إذا لم يتوخوا الحذر لحماية أنفسهم من الإصابة بها، مشيرا إلى أن درجات الحرارة تصل أقصى معدلاتها فى بعض المناطق جنوب البلاد".
وأضاف أن ضربة الشمس حالة مرتبطة بالتعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة، مما يؤدى إلى حدوث تشنجات عضلية وانهاك حرارى، وتظهر فى صورة تعب وإعياء شديد مع شعور بجفاف الحلق.. ويشعر المريض بصداع ودوخة وفقدان للشهية وغثيان وقىء وشعور بالعطش مع حالة من الزهق والملل وارتفاع درجة الحرارة إلى 39 درجة مع جفاف وهبوط فى ضغط الدم.
وأوضح أن هذا الإعياء الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة وفقدان كمية غزيرة جدا من العرق لا يضر بـ(بثرموستات) الحرارة فى المخ ويكون العلاج السريع بوضع المصاب فى مكان بارد وإعطائه محاليل ملح وجلوكوز، لافتا إلي أن كبار السن فى هذه الحالة يستغرق علاجهم وقتا طويلا.
كما أوضح أنه فى حال إصابة الشخص بالأعراض الأولية لضربة الشمس، والتى فيها تضعف خلايا الجسم نتيجة فقدان السوائل، فإنه يجب أن ينقل بسرعة للمستشفى، حيث قد يؤدى ذلك إلى فقدان كامل للوعى، وفى الحالات الشديدة يصبح الشخص غير مدرك لما حوله مع انخفاض واضح فى ضغط الدم، وكل هذا يحدث عادة عند التعرض لفترة طويلة للشمس أو للحرارة، وربما تحدث هذه الأعراض مباشرة أو بعد فترة من التعرض للشمس قد تصل لأيام، مبينا أن أكثر الفئات المعرضة لهذه المشكلة هم كبار السن والأطفال.
والاجهاد الحرارى كما يصفه الدكتور محمود الشربينى فهو درجة من درجات الإصابة بضربة الشمس، وتظهر أعراضه فى صورة أقل وضوحا من أعراض ضربة الشمس كأن يحدث تورد فى الوجه.. ويرجع السبب فى الإصابة به لنقص الأملاح فى الجسم نتيجة التعرق الزائد، مما يؤدى إلى تأثيرات سلبية على الإنسان منها قلة مستوى التركيز وتشنج العضلات وزيادة الأخطاء فى العمل وبالتالى قلة مستوى الانتاجية، وقد يصل الأمر فى أسوأ الحالات لفقدان الوعى وما يصاحبه من إصابات أو حوادث نتيجة السقوط المفاجئ للشخص.
ومع قرب بداية شهر أغسطس، أكثر الأشهر حرارة في العام، يحذر الدكتور الشربينى من أن صيف أغسطس هو ما يؤدى إلى حدوث تلف وخلل بثرموستات الحرارة بالجسم وما يتبعه من مشكلات أخرى.
وقال "إن هناك نوعين من ضربة الشمس يصيب الأول منهما الأطفال وكبار السن وهو نوع تقليدى عادى تظهر أعراضه بعد 3 أيام من التعرض للهواء الحار الرطب فى شكل جفاف وعرق غزير، ولابد فى هذه الحالة من استشارة الطبيب، فيما يصيب النوع الثانى من ضربة الشمس الأصحاء والشباب ويكون بسبب بذل المجهود فى جو حار رطب، وفيه تكون درجة الجفاف أقل والعرق غزير، بالإضافة إلى صداع شديد ورعشة وفقدان التوازن، وذلك بسبب إفراز هرمون الإدرينالين إلى جانب تنميل اليدين والقدمين، وقد يتطور الأمر لحدوث غيبوبة والدخول للعناية المركزة.
والعلاج العاجل والتدخل السريع لإنقاذ حالات الإجهاد الحرارى وضربة الشمس يكون كما يصفه الدكتور الشربينى بعمل كمادات ثلج مع شرب كميات صغيرة من الماء واستخدام أكياس محلول الجفاف لتعويض السوائل التى يفقدها الجسم مع تجنب الإكثار من استخدام الملح والجبن الحاذق لأنهما يعطلان امتصاص السوائل فى المعدة نتيجة زيادة الضغط (الاسموزى) بالملح فترتبك خلاياها ولا يستفيد الجسم مع السوائل التعويضية.
ويبدو أن الإصابة بضربات الشمس باتت غير قاصرة على الإنسان والحيوان، ولكنها امتدت واتسع نطاقها لتشمل الأجهزة الإلكترونية الحساسة والهواتف الذكية التى أصبحت تلازم الإنسان كظله فى كل مكان، حيث تتعرض لضربات شمس فد توقفها عن العمل وربما تحرقها تماما كما هو حال البشر.. ولتجنب تعرض هذه الأجهزة لضربات الشمس يجب الانتباه لقدرتها على التحمل والحرص على تغطيتها والانتباه للعلامات والملاحظات التحذيرية الموجودة فى الأجهزة كوسيلة لحمايتها.
وتظهر أهم أعراض ضربة الشمس فى الأجهزة الذكية فى صورة بطء الشاشة اللوحية للاستجابة للمسات الأصبع، ويمكن تدارك الموقف بعمل إسعافات أولية للجهاز، ولابد من وضعه فى منطقة ظل وتعريضه للتهوية أو أمام جهاز تكييف حيث أن هذا الإجراء البسيط يساعد على أن يستعيد الجهاز المصاب عافيته الإلكترونية.