جدل أزهري ودعوي حول حكم ارتداء النقاب..«جمعة»: جمهور الأمة أجمعوا بأنه ليس واجبا.. و«الشيخ»: عبادة.. و«العريفى» فريضة

جمعة: النقاب ليس فريضة ويدخل فى دائرة المباح
عبد الفتاح الشيخ: النقاب عبادة وليس عادة ولايجوز منعه
طنطاوى: النقاب عادة وليس عبادة وقرر منعه فى المؤسسات التعليمية بشروط
العريفى: النقاب فريضة على المرأة لقوله "ولايبدين زينتهن"
أحدث، السؤال حول النقاب وهل هو عادة أم عبادة؟ شرخاً كبيراً بين أجيال متعاقبة من الأئمة والدعاة، فمنهم من رأه عادة غير مُلزمة، فيما رأه أخرون أو فربضة على المرأة، ومن هنا نشبت الخلافات، حكم ارتداء النقاب، أم من الممكن الاكتفاء بالحجاب العادى، وحول هذا الخلاف نرصد أراء علماء الدين فى حكم ارتدائه.
من جانبه، قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الزى الشرعى المطلوب من المرأة المسلمة، هو ما لا يصف مفاتن الجسد ولا يشفها، ويستر الجسم كله، ماعدا الوجه والكفين، ولا مانع كذلك أن تلبس الملابس الملونة بشرط، ألا تكون لافتة للنظر وتثير الفتنة، فإذا تحققت هذه الشروط على أى زى جاز للمرأة أن ترتديه وتخرج به.
وأضاف "جمعة"، فى فتوى له، أن نقاب المرأة الذى تغطى به وجهها وقفازها الذى تغطى به كفها، فجمهور الأمة أجمعوا على أن ذلك ليس واجبا وأنه يجوز لها أن تكشف وجهها وكفيها أخذا بقول الله تعالى" ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، حيث فسرها، من الصحابة ومن بعدهم الزينة الظاهرة بالوجه والكفين، ونقل ذلك عن ابن عباس وأنس وعائشة رضى الله عنهم وأخذا بقول الله تعالى "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" فالخمار هو غطاء الرأس والجيب هو فتحة الصدر من القميص ونحوه، فأمر الله تعالى المرأة المسلمة أن تغطى صدرها ولو كان ستر الوجه واجبا لصرحت به الآية الكريمة، ومن السنة المشرفة حديث عائشة رضى الله عنها، " أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه".
وأضاف:"خلاصة القول فإن ستر الوجه والكفين للمرأة المسملة ليس فرضا وإنما يدخل فى دائرة المباح فإن سترت وجهها وكفيها فهو جائز وإن اكتفت بالحجاب الشرعى دون أن تغطى وجهها وكفيها فقد برئت ذمتها وأدت ما عليها".
من جانبه أكد الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن النقاب عبادة وليس عادة ولا يجوز منعه لورود ذلك فى بعض المذاهب الفقهية على اعتبار أن وجه المراة عورة وهو الرأي الراجح عند الشافعية.
وأشار إلي أن معظم الفقهاء حتي وإن اعتبروا أن النقاب غير واجب إلا أنهم اعتبروه فضيلة من الفضائل أي أن حكم النقاب يدور بين كونه واجبا أو فضيلة مؤكدا أن الفضائل لا يجوز منع الانسان من فعلها بعكس الرذائل التي من الواجب منعها لذلك يصبح من الاولي منع السفور والعري وليس منع النقاب.
كما أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالى، أن النقاب عادة وليس عبادة وهذا ما تعلمناه فى فقه المذاهب الأربعة إلا رأيا فى مذهب الحنابلة، وكأن زوجاتنا وأمهاتنا كن كافرات وفجأة علمن أنه يجب عليهن أن يلبسن الحجاب، وهذا أمر مضحك، من هنا تبدو ضرورة أن يكون الأزهر أن يكون المرجعية الإسلامية، ليحافظ على وسطية الإسلام ويبلغ الدين الصحيح.
ويقول الشيخ محمد العريفى، الداعية الإسلامى، أن النقاب فرض على المرأة لقول الله تعالى "ولايبدين زينتهن" والأصل أن زينة المرأة فى وجهها، خاصة ما يحدث فى هذا الزمان وإطلاق الرجال البصر فى وجه النساء.
وكان، شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي قد أكد أنه عادة وليس عبادة، وكانت له واقعة شهيرة لهذا الرأى حيث أجبر إحدي الطالبات بالصف الثاني الإعدادي بأحد المعاهد الأزهرية علي خلع النقاب، وعلى إثر ذلك حاول إصدار قرارا بمنعه داخل المعاهد، فدعا لعقد جلسة طارئة للمجلس الأعلي للأزهر.
وأصدر المجلس بيانا جاء فيه: إنه "يسمح بارتداء النقاب في أفنية المعاهد الأزهرية، والممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنات، والذي يقوم بالتدريس فيه المدرسات من النساء فقط
وأضاف المجلس إنه تقرر "منع الطالبات والمدرسات من ارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية الخاصة بالبنات، والتي يقوم بالتدريس فيها المدرسات من النساء فقط، وإن القرار يشمل جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية؛ وذلك حرصا علي نشر الثقة والانسجام والارتياح والفهم السليم للدين بين الفتيات جميعا".
كما قرر المجلس تطبيق ذلك القرار بالمدن الجامعية الخاصة بالطالبات، وفي قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات، والتي لا وجود للرجال معهن فيها، وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحانات مقصورة علي النساء فقط.