طارق عادل: دعم مصر للحكومة الشرعية الليبية سبب ذبح داعش للـ21 قبطيا.. والقوة العربية المشتركة درع وسيف الأمة العربية

أكد السفير طارق عادل، مندوب مصر فى الجامعة العربية، أنه "انطلاقا من حرص مصر على صيانة الأمن القومى العربى، أكدت وتؤكد دوما على موقفها الثابت بدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا فى ليبيا، وهو الموقف الذى دفعت مصر ثمنه غاليا فى إسالة دماء طاهرة لـ21 مدنيا مصريا فى فبراير الماضى".
وشدد عادل- خلال كلمته أمام الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذى عقد اليوم، الثلاثاء، لبحث التطورات فى ليبيا - على أن مصر تؤيد وتدعم بشتى الطرق جهود وإجراءات الحكومة الليبية لبسط سيطرتها على كامل ترابها الوطنى، وهو الحق الذى يكفله لها ميثاقا الأمم المتحدة والجامعة العربية، وكذلك جميع المواثيق والأعراف الدولية.
وقال إن "مصر ملتزمة بالتحرك على الساحة الدولية والإقليمية فى الفترة المقبلة لضمان توفير الدعم للحكومة الليبية الشرعية ولتنفيذ قرار مجلس الأمن، والذى يؤكد على ضرورة تقديم الدعم والمساعدة للحكومة الليبية، بما فى ذلك من خلال تزويدها بالمساعدات اللازمة فى مجال الأمن وبناء القدرات، وفى هذا الإطار فإن ما يثير الاندهاش هو الازدواجية التى يتعامل بها المجتمع الدولى مع تهديدات تنظيم داعش الإرهابى من حيث الحماس والعمل على دحره فى سوريا والعراق من ناحية وتجاهل ممارسات التنظيم ذاته فى ليبيا".
وأعرب عادل عن إشادة مصر بما يبديه مجلس النواب الليبى من انخراط إيجابى وفعال مع جهود المبعوث الأممى برنادينو ليون لتحقيق التسوية والمصالحة على المسار السياسى، وذلك على الرغم مما تواجهه من تهديدات إرهابية، وهو الموقف الذى تدعمه مصر بقوة، حيث إن التعاطى مع المسار السيساسى فى ليبيا يتعين أن يسير بشكل متواز مع جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية باعتبارههما مسارين متوازيين وليس متتابعين، مؤكدا تكثيف وتوسيع وتعميق تعاون العرب المشترك بما فى ذلك من خلال القوة العربية المشتركة التى ستكون درع وسيف الأمة العربية فى صياغة مستقبلها.
وأضاف أن الاجتماع يأتى فى وقت يشهد فيه شعب عربى شقيق ما يمكن أن يصل إلى عملية إبادة جماعية وتشريد على يد تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة سرت، وهو التحدى الذى لا يقتصر على ليبيا فحسب، وإنما امتد وسيمتد فى العديد من الدول العربية إن لم تقف صفا واحدا أمام جميع التنظيمات الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وتابع: "هناك دماء عربية زكية تسال فى العديد من الأقطار العربية من تنظيمات إرهابية تدعى تطبيق تعاليم الدين الإسلامى، وهي ليست من الإسلام فى شيء، فالإسلام لم ولن يكون يوما دين قتل ووحشية وإرهاب، وبالتالى بات من الضرورى اضطلاعنا بما يفرضه علينا الدين والواجب والمسئولية من التكاتف وتكثيف التعاون العربى المشترك لمجابهة هذه الأفكار المتطرفة".
وأكد مندوب مصر فى الجامعة أن "تمكين إرادة الشعب الليبى والممثلة فى مجلس النواب والحكومة الشرعيتين من فرض سلطته على بلاده تستدعى التحرك بشكل عاجل على المستويين الدولى والإقليمى لتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، وكذلك لرفع الحظر على تصدير السلاح للجيش الوطنى الليبى، حيث إن التراخى عن المضى قدما بهذا الاتجاه سيؤدى حتما لتقوية شوكة مثل تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة، لاسيما وأن عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية تستغرق بعض الوقت، وهو ما يدعونا لعدم الانتظار فيما يخص إجراءات مكافحة الإرهاب فى ليبيا".