ميدان التحرير "ملتقى الجمعان"

تغيرت ملامح ميدان التحرير الخميس ، حيث اتسمت بالهدوء والاستقرار والتنظيم، فمنذ اللحظة الأولى لدخولك إلى الميدان تلاحظ تكثيف عمل لجان التفتيش من الجنسين، مع إبداء حرص أكبر على إبراز تحقيق شخصية كل زائري الميدان.
وبالمرور على المستشفيات الميدانية ستجد الأطباء يتنفسون الصعداء بعد جهد مضني بذلوه خلال الأيام الماضية ، حيث لم تستقبل المستشفيات الميدانية اليوم إلا القليل من المصابين الذين لم يتجاوزوا بكل مستشفى أربع أو خمس حالات أغلبهم مصاب بتشنجات بعد زيادة استنشاق الغازات المسيلة للدموع في الأيام الماضية.
ويضم الميدان نحو ستة مستشفيات ، مقسمة إلى مستشفيين بجوار مسجد عمر مكرم وأخريين بشارع طلعت حرب وواحدة بصينية ميدان التحرير بالإضافة إلى المستشفى الميدانى بالكنيسة الانجيلية، والتى تحول جزء منها إلى مخزن للأدوية ومصلى للمسلمين الراغبين فى الصلاة.
وتستقبل المستشفى حوالي 500 شخص يوميا ، ما بين مصاب باختناقات وتشنجات أو جروح قطعية.. وفى حال وجود حالات حرجة تقوم المستشفى الميداني بتحويل المصاب إلى مستشفى قصر العينى، التي يتطوع بها حوالي 50 طبيبا يوميا.
وتتركز احتياجات المستشفيات الميدانية على خيوط الجراحة ومطهرات الجروح والمسكنات بالإضافة إلى الكمامات الطبية والتى زاد الاحتياج إليها خلال المظاهرات التي اندلعت منذ السبت الماضي، كما يحتاج المتظاهرون القريبون من مواقع اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع إلى وضع كمامة لتجنب الشعور بالاختناق وضيق التنفس والتشنجات ، بجانب احتياج بعض الحالات الأخرى إلى أدوية خاصة لتهدئة التشنجات والتى تواجه الصيدليات عجزا فى توفيرها ويزيد الطلب عليها فى حالة وقوع اشتباكات ليلا.
وعند الانتقال من مدخل لآخر بميدان التحرير تجد لجان التفتيش والتى ينضم إليها متطوعون يتوجهون للتحرير ليساهموا بمجهودهم سواء في تأمين الميدان أو توفير الخدمات الطبية، وتقديم الإسعافات الأولية والتبرع بالدم في حالة وقوع اشتباكات ، كما يتطوع البعض للمساعدة في تنظيف الميدان عبر جمع القمامة فى أكياس ونقلها إلى عربات القمامة.
واعتصم المتظاهرون سواء كانوا من سكان القاهرة أو مغتربين جاءوا لمساندة المعتصمين منذ السبت الماضي ، واختار هؤلاء البعد عن أماكن الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن في شارع محمد محمود.
وتتنوع ميول المعتصمين في الميدان، حيث تجد خياما للمنتمين لحركات سياسية مثل حزب "التيار المصرى" وحركة "شباب 6 ابريل" وحملة "تأييد البرادعى للرئاسة" وحملة "صلاح أبو إسماعيل" وحركة "العدالة والحرية "والتى فضل أصحابها نصب خيامهم بالقرب من أماكن الاشتباكات والمستشفيات الميدانية لاستقبال المصابين بالتعاون مع المستشفيات الميدانية القريبة منهم .