الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الموسيقى وتأثيرها السيكولوجى على مشاعرنا


للموسيقى تأثير إيجابى على الحالة المزاجية لدى البشر والكائنات الحية عموماً، فنجد أن أداء الأنسان يرتفع عندما يؤدى عمل مقترن بالموسيقى، وأشارات الدراسات العديدة أن النبات أيضاً يتأثر تأثيرا أيجابيا عندما تسرى الموسيقى فى أمكان نموه، وأيضاً الأبقار فى المزارع أصبحت تدر الكثير من الألبان عند سماعها للموسيقى فى الحظائر الخاصة بتربيتها، وأن ما يميز الموسيقى كما ذكرنا، هو قدرتها كمنبه أو مثير على استدعاء حاله نفسيه بطرق التداعى.
فدائما نحن بنى البشر نربط فى مخيلتنا ألحاناً وإيقاعات كثيرة بحالات نفسية أو جسدية معينة، فدائما تقترن الموسيقى اقترانا شرطيا بموقف حدث لنا، فعندما كنا أطفالا ونستمع لأغنية اعتدنا سماعها فى طفولتنا نجد حالتنا النفسية قد تبدلت إلى حالة من الطمأنينة والآمان والعيش الهنيء، حالة تميز الطفولة السعيدة.
وهكذا نجد الموسيقى تلعب فى الحالة الوجدانية العميقة لنا، فعندما نسمع نغمة أو لحن أو أغنية أو إيقاع معين نستحضر على الفور حالة نفسية محددة وأحداث قديمة من الذاكرة، مما يجعلنا ندخل فى عالم الأحلام والتخيلات فتنتابنا فى بعض الحالات مشاعر حزن عميق أو فرح كبير يعكس تلك الحالة ذاتها.
ودائما ما نشخص الأنسان الذى ينتمى الى الحالات المزاجية التى تتسم بالشغف للاستماع للموسيقى بأنه شخص يمتلك حساً مرهفاً ويمتلك القدرة على التفاعل مع الألحان والإيقاعات، ويبدو لنا أكثر إنسانية من الإنسان الذى لا يمتلك تلك القدرة، مما يجعلنا نربط بين من يمتلك الحس الموسيقى وامتلاك المشاعر والعواطف بصفة عامة.
ومن جهة اأرى فإن للموسيقى أثر كبير على قدرة الإنسان على الأداء من خلال تحكمها بالمشاعر التى بدورها تتحكم بإفراز بعض الغدد الصماء فتحت تأثير الإيقاعات الموسيقية ودقات الطبول ونفخات الأبواق تنشأ لدى الغالبية العظمى من الناس حالات عاطفية ووجدانية مرتبطة بالكفاح والدفاع عن النفس والجماعة أى الوطن، وقد أثبتت الدراسات أن بعض أنواع الموسيقى مثال الموسيقى العسكرية والسلام الوطنى والمارش العسكرى، تؤدى الى إفراز المزيد من الأدرينالين وأرتفاع نسبة السكر فى دم الشخص الذى يستمع ذلك النوع من الموسيقى، وهذا بدوره يؤدى الى ارتفاع ملموس فى القدرات الجسديهة للشخص المعنى قابل للقياس الفيزيائى.
وتعتبر الموسيقى والأغانى التى ترافق الأعمال الجماعية المختلفه سواء فى الاحتفالات الكبرى وفى المدارس والمهرجانات وأماكن العمل والمصانع من أفضل الأمثلة على التأثير المباشر للموسيقى على مستوى الأداء فى المجالين النفسي والجسدى، فبوجود الموسيقى نجد أن العمال لا يشعرون لا بالتعب ولا بالملل أثناء قيامهم بالأعمال الرتيبة والمتعبة.

وإذا ما كان الهدف من هذا المقال هو توظيف الموسيقى فى شتى ضروب حياتنا حيث أصبحنا محاطين بالصخب والضجيج الذى أصبح يملئ حياتنا بالتلوث السمعى وانخفاض عتبة الحس والتذوق الجمالى سواء للكلمات أو للأصوات المحيطة بنا، فأصبح من أهدافنا فى الفترة الحالية هو توظيف الموسيقى فى شتى مجالات العمل والإنتاج لوضع المستمعين فى حالة نفسية وأدائية موحدة نوعاً ما، علينا أن نستخدم لهذا الغرض أغانى معروفة أو موسيقى من المعروف أنها تؤدى الى تداعى المشاعر والانطباعات الإيجابية المحفزة لرفع الأداء والإنتاجية.
إذن ما المانع أن نوظف الموسيقى فى مدارسنا بداية من طابور الصباح وداخل حجرات الدراسة بصوت منخفض، وفى مصانعنا ما المانع أن نسمع العمال مقطوعات من الموسيقى العالمية أو الوطنية التى تزيد للعامل حماسة وتهدي الأعصاب، لماذا لا نضع مكبرات صوت فى بعض الميادين والحدائق العامة تدار من خلالها بعض المقطوعات الموسيقية المنتقاة من خلال خبراء الموسيقى فى مصر، هل نبخل على هذا الشعب أن نرتقى بالحس والتذوق الفنى لديه؟ هل نبخل على هذا الشعب أن يكون هادئ الأعصاب ونرحمه من الضجيج والصخب الذى أصابة بالصمم السمعى والحسي؟ أفضل أن نجرب سماع الموسيقى جميعاً فى منازلنا وداخل سيارتنا، وداخل مكاتبنا ومصانعنا حفاظاً على الانسجام والهدوء النفسي بداخلنا، ولرفع أدائنا فى الأعمال التى نقوم بها، لخلق حالة نفسية تساعدنا على التغلب على الرتابه والملل الذى أصاب غالبيتنا.


-