طائرات أمريكية تقصف متشددي داعش في ليبيا ومقتل 41 شخصا

نفذت طائرات حربية أمريكية ضربات جوية ضد مقاتلين على صلة بتنظيم داعش في غرب ليبيا اليوم الجمعة (19 فبراير شباط) فقتلت قرابة 40 شخصا في عملية استهدفت متشددين بينهم من يشتبه أنه وراء هجومين كبيرين في تونس العام الماضي.
وأظهرت صور أصدرتها سلطات البلدية حفرة كبيرة في الأرض بالإضافة إلى عدة أشخاص مصابين وراقدين ضُمدت أجسادهم بضمادات وربطت بأربطة في المستشفى.
وهذه هي المرة الثانية التي تنفذ فيها الولايات المتحدة ضربات جوية ضد داعش في ليبيا خلال ثلاثة أشهر حيث استغل المتشددون سنوات الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 وبات لهم موطئ قدم على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها استهدفت معسكر تدريب لداعش وقتلت متشددا تونسيا على صلة بهجومين كبيرين على سياح بتونس.
وقال حسين الذوادي رئيس بلدية مدينة صبراتة في غرب ليبيا لرويترز إن الطائرات نفذت القصف الساعة 3.30 صباحا بالتوقيت المحلي فأصابت مبنى بمنطقة قصر تليل حيث يعيش الكثير من العمال الأجانب.
وأضاف أن 41 شخصا قتلوا وأصيب ستة. ولم يتسن التأكد على الفور من عدد القتلى من مسؤولين آخرين.
وقالت السلطات المحلية في بيان إن الضربات الجوية استهدفت منزلا في ضاحية سكنية تبعد بنحو ثمانية كيلومترات عن مركز المدينة.
وقال البيان إن المنزل استأجره أجانب بينهم تونسيون يشتبه أنهم يتبعون داعش وأفاد بالعثور وسط الحطام على أسلحة من عيارات متوسطة بينها بنادق آلية وقذائف صاروخية.
وقالت مصادر أمنية تونسية إنها تعتقد أن متشددي تنظيم داعش التونسيين يتدربون في معسكرات قريبة من صبراتة القريبة من الحدود التونسية.
وبين من تعتقد واشنطن أنهم استهدفوا في الغارات نور الدين شوشان وهو تونسي تعتبره بلاده مسؤولا عن هجومين وقعا العام الماضي على متحف بالعاصمة تونس ومنتجع شاطئ في سوسة قتل فيهما عشرات السياح.
وقال الذوادي رئيس بلدية صبراتة إن مسؤولين زاروا موقع الهجوم وعثروا على أسلحة في المبنى. وأضاف أن بعض التونسيين وأردنيا واثنين من النساء بين القتلى. وكان من بين الناجين عدد من التونسيين الذين وصلوا إلى صبراتة في الآونة الأخيرة. ولم يذكر الذوادي مزيدا من التفاصيل.
منذ الإطاحة بالقذافي قبل خمس سنوات انزلقت ليبيا في فوضى أعمق مع تنافس حكومتين مدعومتين من فصائل مسلحة متناحرة.
وتسعى حكومة الوحدة التي تدعمها الأمم المتحدة للحصول على التأييد لكنها لا تزال في انتظار موافقة برلمانية بينما يعارضها متشددون من الجانبين ولم تنجح حتى الآن في العودة للعمل من العاصمة طرابلس.
وفي حين وسعت داعش وجودها في ليبيا واستولت على مدينة سرت وهاجمت موانئ نفطية تزايدت الدعوات لرد غربي سريع لوقف التنظيم المتشدد من التوسع خارج الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون غربيون إن الضربات الجوية وعمليات القوات الخاصة ممكنة علاوة على خطة للاستقرار الأمني تقودها إيطاليا للتدريب وتقديم المشورة.
ويصر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون على أن الليبيين يتعين عليهم طلب المساعدة من خلال حكومة موحدة لكنهم يقولون أيضا إنه لا يزال بالإمكان القيام بعمل أحادي إذا اقتضت الضرورة.
وفي نوفمبر الماضي قالت الولايات المتحدة إنها نفذت ضربة جوية على مدينة درنة الليبية لاستهداف أبو نبيل المعروف أيضا باسم وسام نجم عبد زيد الزبيدي وهو قيادي عراقي بداعش.
وفي يونيو حزيران استهدفت غارة أمريكية القيادي الجزائري المتشدد مختار بلمختار ومتشددين آخرين أثناء اجتماع في مدينة أجدابيا بغرب ليبيا لكن لم يعرف حتى الآن مصير بلمختار.