الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكروان الخاشع.. وبليغ الجن


صوته العذب وطريقته الفريدة فى الإنشاد تفتح لك بابا على جنة الخشوع وتحملك إلى دنيا الصوفية هائما فى محبة الله، انه الشيخ سيد النقشبندى.
هو أستاذ المداحين، وصاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الإنشاد الدينى، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات.
اسمه الذى اشتهر به هو (نقشبندى) مكون من مقطعين هما (نقش) و(بندى) ومعناها فى اللغة العربية: القلب، أى: نقش حب الله على القلب. النقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش، والنقشبندى نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية، ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند.
أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية فى القرن الماضى قالوا عنه كان ذا قدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.
كانت البداية فى عام 1966 عندما كان الشيخ سيد النقشبندى بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة، والتقى مصادفة بالإذاعى أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج «فى رحاب الله».
دخل الشيخ الإذاعة عام 1967، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات.
بدأ اللقاء بين الموسيقار بليغ حمدى والشيخ سيد النقشبندى عام 1972 عندما كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية وكان النقشبندى موجوداً فى الاحتفال، حيث كان له فقرة رئيسية فى الاحتفال الذى كان يحضره الملحن بليغ حمدى، فقال السادات لبليغ حمدى: عاوز أسمعك مع النقشبندى، وأمر بفتح استوديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق وكان محرجاً، وقال: لا أستطيع أن أنشد على ألحان بليغ الراقصة، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية دون أن يكون هناك ملحن، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ النقشبندى: على آخر الزمن هاغني! فى إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.
طلب النقشبندى من وجدى الحكيم الاعتذار لبليغ، ولكن استطاع الحكيم أن يقنعه بأن يستمع إلى ألحان بليغ أولاً، واصطحبه إلى استوديو الإذاعة واتفق معه على أن يتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة وأن تكون بينهما إشارة يعرف منها الحكيم إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا.
واتفق الحكيم أن يدخل عليهما بعد نصف ساعة، فإذا وجد النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ وإن وجده مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه، ودخل فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان.. وقال له: يا وجدى بليغ ده جن.
وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين أنشودة «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عديدة هى أشرق المعصوم، أقول أمتى، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجى، ربنا إنا جنودك، يارب أنا أمة، يا ليلة فى الدهر، ليلة القدر، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر..
وفى نفس هذا اللقاء الأول الذى نتج عنه تلحين أنشودة «مولاى» لحن بليغ للنقشبندى 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات، من بين مجموعة الابتهالات التى قدمها للنقشبندى، وكان بليغ هو من اختار كلمات هذه الابتهالات بالاتفاق مع الشاعر عبدالفتاح مصطفى، ولم يتقاض بليغ والنقشبندى أجراً عنها وأصبحت أنشودة «مولاى» علامة من علامات الإذاعة المصرية فى رمضان وحتى بعد أن تراجع الإقبال على الإذاعة ظلت أنشودة «مولاى» باقية محققة المزيد من الشهرة والمعجبين من كل الأعمار.


-