الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيل سيد عبد الكريم.. كان أستاذا بدرجة فنان.. برع فى دور "المعلم".. والإهمال الطبى سبب وفاته


والده كان يعارض دخوله مجال الفن
تألق فى التليفزيون من خلال "ليالى الحلمية" و"زيزينيا"
نصحه نور الدمرداش بالتركيز فى التمثيل دون الإخراج استطاع الفنان سيد عبد الكريم أن يحقق شهرة كبيرة على مدار تاريخة الفنى، حيث قدم العديد من الأعمال الفنية المتميزة، والتى تعد علامة فى تاريخ الفن بشكل عامل، ولكن كان التألق الواضح له فى التليفزيون، واليوم فى ذكرى رحيله نعرض أهم المحطات الفنية التى مر بها بجانب حياته الشخصية وظروف وفاته فى 31 مارس 2012.
كان سيد عبد الكريم يعمل في الأصل أستاذا جامعيا، حيث تخصص في علم مقاومة الآفات بكلية الزراعة، لذا كان زملاؤه في الجامعة يعتبرونه أستاذا جامعيا بدرجة فنان، وفي نفس الوقت كان زملاؤه في الوسط الفني يتعاملون معه على أساس أنه فنان بدرجة أستاذ جامعة.
ورغم موهبته، فإن والده كان يعارض احترافه الفن ويريده أن يعمل في مهنة مرموقة ذات مكانة اجتماعية، وبالفعل عمل سيد عبد الكريم كمدرس جامعي بعد تخرجه، لكن الفن اجتذبه، وكانت المفاجأة أنه غامر وجسد شخصية "عربجى" فى أول مسلسلاته التليفزيونية "النصيب"، وهي شخصية بعيدة تماما عن طبيعة مهنته الأساسية، ومع إتقانه للدور وبراعته فيه توالت عليه الأعمال الفنية واحدا تلو الآخر.
بدأت رحلته مع الفن منذ صغره، حيث كان يقلد والده ويرتدي ملابسه بطريقة مميزة كانت تثير دهشة من حوله، خصوصا أصدقاؤه وأشقاؤه، وعندما التحق بمدرسة "رياض باشا" الابتدائية بمنطقة الرمل بالإسكندرية، سارع بالمشاركة في فريق التمثيل بالمدرسة، وكان محبوبا جدا من زملائه لخفة ظله وأيضا لطيبته الشديدة، وأطلق عليه أصدقاؤه لقب "كيمو" نسبة إلى اسم عبد الكريم، كما كان عضوا بارزا في فريق التمثيل بمدرسة الرمل الثانوية، وقام ببطولة الكثير من المسرحيات.
أما في المرحلة الجامعية، فكان سيد عبد الكريم دائم الاستماع إلى نصائح الفنانين الكبار الذين كانوا يأتون من وقت لآخر لمشاهدة العروض المسرحية بالجامعة، حيث نصحه وقتها المخرج الراحل نور الدمرداش بأن يركز في التمثيل ويبتعد عن الإخراج، خصوصا أنه كان أحيانا يقوم بإخراج بعض الأعمال المسرحية.
تخصص الراحل في تقديم الدراما التليفزيونية، حيث وصلت أعماله فيها لأكثر من 70 عملا، بعد أن برع في تجسيد أدوار "المعلم"، والرجل الشعبي البسيط الذي يتصرف بشهامة "ابن البلد" ويتمتع بشعبية بين أهل منطقته، ورغم عدم تقديمه أدوار البطولة فإنه تميز في الأدوار الثانية والمساعدة للنجوم، حيث عمل مع كبار الفنانين، منهم يحيى الفخراني وصلاح السعدني وممدوح عبد العليم وهشام سليم وغيرهم من النجوم.
ويعد مسلسل "ليالي الحلمية" أحد أهم مسلسلات سيد عبد الكريم على الإطلاق، الذي جسد من خلاله شخصية "المعلم زينهم السماحى"، وهو الاسم الذي لازمه إعلاميا واشتهر به كذلك بين جمهوره.
كما شارك الراحل في الكثير من المسلسلات الناجحة، منها "جمهورية زفتى"، و"زيزينيا"، و"هي والمستحيل"، و"خالتي صفية والدير"، و"امرأة من زمن الحب" و"أميرة في عابدين"، أما في السينما، فيعد دوره في فيلم "المهاجر" مع المخرج يوسف شاهين واحدا من أهم أعماله السينمائية، وكذلك دوره في فيلم "كتيبة الإعدام" مع الفنان نور الشريف.
توفى الفنان سيد عبد الكريم يوم السبت الموافق 31 مارس عام 2012 عن عمر ناهز 76 عاما نتيجة أزمة قلبية حادة، وأثارت وفاته جدلا واسعا، حيث اتهمت ابنته المستشفى الذى كان يعالج به بالتقصير والإهمال، مما تسبب فى وفاته، خاصة أنها كانت تريد نقله إلى مستشفى أفضل.